يبدو أن بعض البرلمانيين الذين ابتلي بهم المغاربة في السنوات الأخيرة أصبح همهم الوحيد تحت قبة البرلمان الدفاع عن علية القوم ونخبتهم والطبقة الميسورة منهم، تاركين هموم المواطن البسيط جانبا إلى وقت لاحق. الواقعة التي نحن بصدد الحديث عنها هنا تخص البرلمانية “الشابة” عن حزب الأصالة والمعاصرة ابتسام العزاوي، المنتخبة عن اللائحة الوطنية للشباب، والتي تركت قضاياه وهمومه وهرولت للدفاع عن الطبقة الميسورة بأرقى حي بمدينة بالرباط، وذلك حين وجهت سؤالا كتابيا إلى فاطنة الكيحل، كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، حول “تأخر وتماطل مجموعة سكنية معروفة في تسليم شقق مقتناة منذ سنة 2015″، والتي يصل ثمنها في بعض الأحيان إلى أزيد من 200 مليون سنتيم، بتجزئة الأندلس بحي الرياض. وأكيد أن مثل هذه الأسئلة الكتابية لا يمكن أن نكون إلا من المصفقين لها لأهميتها داخل قبة البرلمان من أجل وقف جشع لوبيات العقار التي تأتي على الأخضر واليابس داخل المدن وبضواحيها، وتضع المئات من العائلات وسط جحيم أداء واجبات الكراء وأقساط القروض بسبب “فضائح” المنعشين العقاريين. لكن الغريب في الأمر، تورد عدة مصادر، أن البرلمانية “الشابة” وجهت سؤالها حول تأخر تسليم تلك الشقق جاء فقط فقط لأن أحد معارفها يمتلك شقة هناك، بالمقابل تناست فضائح لوبيات العقار بمدينة سلا التي خلفت عددا من الضحايا الذين تم السطو على بقعهم الأرضية بواسطة وداديات وهمية، بالإضافة إلى التأخير في تسليم الشقق لأزيد من عشر سنوات كما هو الحال بالنسبة لسلاالجديدة ومشروع مدينة تامسنا الذي يتخبط في عدة اختلالات خطيرة، والتي خلفت معاناة عشرات الأسر بسبب عدم احترام آجال تسليم الشقق في الوقت المحدد من قبل المنعشين العقاريين. فهل تمتلك ذات البرلمانية الشابة القدرة على الحديث عن باقي الكوارث التي يخلفها المنعشون العقاريون؟. أم أن شعار “مساعدة المقربين أولى من البعيدين”، خصوصا أن الولاية التشريعية في آخر عمرها .