تسارع المملكة العربية السعودية الخطى لطمس جريمة قتل مواطنها جمال خاشقجي، بعد أن قررت تركيا تدويل التحقيق حول هذه الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام الدولي، نتيجة لعدم تعاون الرياض مع أنقرة في كشف حقيقة خيوط عملية الاغتيال والإعلان عن مكان الجثة، بالإضافة إلى محاكمة المتورطين فيها أمام القضاء التركي وفق ما ترغب في ذلك السلطات التركية. وأكدت جريدة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن المملكة العربية السعودية استعانت بخدمات شركة أمنية أميركية تحمل إسم “كرول” من أجل إعداد تقرير يفند استنتاجات وكالة المخابرات المركزية “سي آي إي” بشأن علاقة ولي العهد محمد بن سلمان باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، خصوصا في ما يتعلق بالرسائل المتبادلة بين محمد بن سلمان ومساعده سعود القحطاني على تطبيق الواتساب والتي ورد فيها إسم خاشقجي. وأشارت الجريدة الأمريكية إلى أن “السي أي إي” استندت على تلك الرسائل بين بن سلمان والقحطاني، الذي أشرف على اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر الماضي، في إعدادها لتقريرها الذي اكتمل في شهر نونبر المنصرم وتطرق إلى إمكانية علم ولي العهد السعودي بتفاصيل مخطط الجريمة. في حين ذكر تقرير شركة “كرول” الذي تم إعداده لحساب السعودية بأن 11 رسالة نصية في الواتساب أرسلت من قبل بن سلمان للقحطاني في الثاني من أكتوبر 2018، أي في اليوم الذي قتل فيه خاشقجي، إضافة إلى 15 رسالة أرسلها القحطاني لولي العهد السعودي، تتناول كلها أمورا عادية، بما في ذلك اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وبأن أن أيا من تلك الرسائل “لم تحتو على أي إشارة لجمال خاشقجي”، وأن كرول لم تجد ما يؤشر على وجود عملية تغيير أو حذف في البيانات.