بعد أن رفعت حكومة سعد الدين العثماني، من قيمة الضريبة الداخلية على استهلاك التبغ من 567 درهماً إلى 630 درهماً لكل ألف سيجارة بالإضافة إلى تبغ الشيشة، خرجت منظمات وطنية ودولية بتقرير يفيد أن المغاربة، رجالا ونساء، يقبلون أكثر على السجائر المصنوعة في سويسرا، خصوصاً “ونستون” و”كامل” و”مارلبورو”. وبحسب التقرير الذي أعدته منظمة غير حكومية سويسرية، فقد تبين أن السجائر السويسرية التي تباع في القارة الإفريقية، وفي المغرب خاصة، سامة بالمقارنة مع السجائرالتي تباع في الاتحاد الأوروبي؛ بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون. وفي هذا الخصوص صرح الدكتور بوعزة خراطي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق المستهلك ل”برلمان.كوم”، أن ما لا يعرفه الكثير هو أن أصل السجائر نباتي، مضيفا أن القانون 28-7 لا يعطي الصلاحية للمكتب الوطني لمراقبة سلامة المنتوجات الغذائية، أي أن الحكومة المغربية لم تنشئ أية مؤسسة تناط لها مراقبة جودة السجائرالمستوردة من دول أوروبية نحو المغرب. وزاد خراطي قائلا إن “الحكومة المغربية تعتبر أن مداخيل السجائر المباعة بالمغرب من خلال الضريبة تخصص لعلاج مرضى السرطان، مشيرا إلى أن المغرب يسجل 40 في المائة، ما يقارب ألف حالة جديدة، كل سنة للمصابين بالمرض الخبيث، ويؤشر هذا الارتفاع على تضاعف الوفيات المرتبطة بالتدخين، الأمر الذي يجعل المغرب بالنسبة لمصنعي التبغ سوقاً ممتازة. ومن جهة أخرى، أكد علي لطفي رئيس “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة” أن نسبة المدخنين بالمغرب بلغت 18 في المائة من المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق. وبحسب المعطيات المتوفرة فإن المغرب يصنف ضمن أكبر المستهلكين للمنتوجات التبغية في المنطقة المتوسطية، حيث وصل الاستهلاك إلى 15 مليار سيجارة في السنة، وهو رقم مهول يهدد صحة المواطنين المغاربة. وأشار نفس المتحدث إلى أن 90 في المائة من حالات إصابة سرطان الرئة في المغرب ناجمة عن التدخين، فقد سجلت وزارة الصحة حوالي 40 ألف حالة خلال السنة الماضية، مضيفا أن أنواع التبغ التي يستهلكها المغاربة مهربة من دول مجاورة ولا تخضع لمراقبة جودتها، رغم الزيادات التي عرفتها الأسعار لمنتجات هذا القطاع، مشددا على أن التدخين سبب رئيس لأمراض القلب والشرايين وهذه العبارة تتواجد على جميع علب السجائر، ولكن لا أحد ينظر إلى مكونات السجائر.