قال علماء ألمان واخرون صينيون إنهم اكتشفوا ثقبا أسود هائلا يعادل حجم الشمس 12 مليار مرة وسط كتلة نجمية متوهجة، تكونت في الأزمنة السحيقة من نشأة الكون. وقال “برام فينيمانز” الذي يعمل لدى معهد “ماكس بلانك” للفلك في ألمانيا إن الثقب الأسود المكتشف والقابع في قلب مجرة درب التبانة يشتمل على ما يعادل نحو 12 مليون نجما كالشمس، أي أكبر بأكثر من مرتين من كتلة ثقوب سوداء سبق رصدها تنتمي لنفس الحقبة الزمنية. ولم يتوصل العلماء لتفسير كيف تمدد هذا الثقب الأسود بهذه السرعة. ومن الوجهة النظرية فإنه لا يمكنه التهام الغاز المحيط به بسرعة مادام يحتاج إلى الوصول إلى حجمه الهائل وفقا للقوانين الفيزيائية المعروفة حاليا. وقال “شيو-بينغ وو” بجامعة بكين بالصين: “اكتشافنا يمثل تحديا كبيرا للنظريات الخاصة بتمدد الثقب الأسود في الأزمان السحيقة للكون”. وأضاف: “الأمر يتطلب إما وجود طرق خاصة لتمدد الثقب الأسود في غضون فترة وجيزة جدا وإما وجود ثقب أسود ذي سرعة هائلة في وقت نشأة الجيل الأول من النجوم والمجرات. وتعجز النظريات الحالية عن تفسير كلتا الفرضيتين”. ويقول العلماء إن هذا الثقب الأسود تكون منذ نحو 900 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. ولا يزال تكون الثقوب السوداء ذات الكتل الهائلة موضوعا مفتوحا أمام البحث إلا أن كثيرا من العلماء يعتقدون منذ زمن طويل أن معدل تمدد الثقوب السوداء محدود. وتنص النظرية العلمية على أن الثقوب السوداء تتمدد فيما تمتص الكتلة في الوقت ذاته لكن مع امتصاص هذه الكتلة، فإن درجة حرارتها ترتفع، ما يخلق اشعاعات ذات ضغط يعمل على طرد الكتلة بعيدا عن الثقب الأسود. واكتشف الثقوب السوداء فريق من علماء العالم على رأسهم شيو-بينغ وو وذلك في إطار مشروع يطرح بيانات افتراضية لنحو 35 في المئة من نطاق نصف الكرة السماوية الشمالي. وتقود الجامعة الوطنية باستراليا مشروعا موازيا لرصد مشاهدات تتعلق بنصف الكرة السماوية الجنوبي. المصدر: رويترز