“بنادم كثير والطوبيسات قلال.. والطاكسيات الكبار داروا فينا مابغاو..”، عبارة تَكَرَّر ترديدها كثيرا من طرف ساكنة تمارة اليائسة من انتظار حافلات “سطاريو”، ما دفع بسائقي سيارات الأجرة “البيضاء” إلى استغلال احتياج الساكنة للوصول إلى وجهتهم في الوقت المحدد، وبرمجة رحلات تُذر عليهم أرباحا أكثر. المعاناة نفسها تتكرر كل صباح، عدد الركاب يرتفع والمحطة تزدحم شيئا فشيئا مع مرور الدقائق، خصوصا على مستوى محطة المسيرة واحد، حيث يعاني سكان هذا الحي من استغلال سائقي سيارات الأجرة من الصنف الكبير، الرافضين لنقلهم إلى محطة السويسي بالرباط، وجهة أغلبية الركاب، مقابل 5 دراهم، ما يدفع بالبعض منهم من الطلبة والموظفين، لقبول تسعيرة 10 دراهم لتفادي الوصول متأخرين. لكن في المقابل، تظهر علامات الغضب والاستياء على وجوه البقية من الركاب (الذين يشكلون أغلبية محطة المسيرة واحد)، بسبب الحافلة التي تأخرت من جهة، وأيضا لرفضهم الابتزاز من طرف سائقي سيارات الأجرة الكبيرة، لتخرج الأوضاع عن السيطرة وينظموا وقفات احتجاجية، بل أحيانا يمنعون انطلاق “الطاكسيات البويض” مرددين عبارات “إما يركب كولشي ولا مايمشي حتا واحد..”.