محسن طفل اختار طريق الهجرة غير الشرعية للوصول إلى أوروبا، من أجل تغطية مصاريف مرضه بعدما أُغلقت في وجهه كل أبواب الأمل وضاقت به سبل الحياة، لكن نهاية الرحلة لم تكن أبدا مثلما خطط لها. بعدما أصيب محسن بمرض السيلياك وأحس بمدى خطورته، ورأفة منه بعائلته التي تعيش أوضاعا اجتماعية قاهرة، قرر الطفل الصغير الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير نظامية، خصوصا بعدما سمع أصدقاءه يتحدثون عن وجود مراكز لإيواء المهاجرين الأطفال، توفر لهم الرعاية والإحاطة الطبية، وتقوم أيضا بتسوية أوضاعهم القانونية. ذات صباح، قرر محسن “الحريك” بعدما أوهم أسرته أنه ذاهب إلى مدرسته، ليستقل حافلة متوجهة إلى طنجة ثم إلى تطوان، وخلال مغامرته اضطر الطفل الصغير للمبيت في الشارع دون أكل أو شرب وظل طيلة الليل عرضة للبرد القارص، وفي نهاية المطاف وصل إلى سبتة. شوقه وحنينه لأمه، كانا كفيلين بتجنيبه ويلات “الحريك” فتراجع عن ركوب المغامرة، وبذلك كان محسن محظوظا بعض الشيء، مقارنة بمهاجرين آخرين تحوّلوا إلى جثت جرفتها المياه أو أكلتها الأسماك، لأن رحلته انتهت به في الأخير، وبفضل بعض المحسنين الذين ساعدوه ماديا، بين أحضان أسرته.