يبدو أن أيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أصبحت معدودة، إثر فشله في خطته لإصلاح جراح المنطقة، رغم تبذيره لملايير الدولارات، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية. ووفق مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية، فإن الملك سلمان أصبح يشكك في مؤهلات ولي العهد محمد بن سلمان لقيادة السعودية، وهو ما يجعل احتمال صعوده للعرش أقل تأكيدا. وتقول الجريدة إن أحد الأمراء المنفيين يحث بعض النشطاء السعوديين على التحرك ضد الأمير ابن سلمان، أو (MBS) كما يعرف في الإعلام الغربي، مستندين في ذلك على الهوة بين الضجيج الإعلامي حول ولي العهد وحقيقته المغايرة، والتي أصبحت جلية للغاية. وأضافت الجريدة أن استهداف ابن سلمان أصبح يستند على فشله في عدد من المشاريع، ضمنها مشروع مدينة “نيوم” ذات التقنية العالية، التي كان ولي العهد السعودي يسعى لإقامتها، والتي خصص لها ميزانية قدرها 80 مليار دولار، إضافة إلى فشله في مساعي إصلاح الاقتصاد السعودي، وفقا لما سماه الأمير محمد بن سلمان (رؤية 2030)، وهي الرؤية التي كان يطمح ولي العهد السعودي إلى تحقيقها عن طريق بيع 5 في المئة من أسهم شركة النفط والغاز المملوكة للدولة (أرامكو)”، مقابل ثرليون دولار. وقالت الصحيفة إن الملك سلمان بن عبد العزيز اضطر إلى التدخل ومنع خطة بيع أسهم شركة “أرامكو”، مخافة أن يؤدي تعويم الشركة في نيويورك إلى مصادرة الأصول السعودية؛ بسبب دعوى قضائية أمريكية ضد السعودية بشأن مزاعم عدم الإفصاح عن معلومات عن هجمات 11 شتنبر”. وتلفت الصحيفة إلى أن الأمير محمد بن سلمان تعرض لانتقاد داخل السعودية؛ لأنه سيبيع جزءا من أسهم شركة تعد “جوهرة التاج” السعودي للأجانب، خاصة أن الأمراء السعوديين خافوا من أن يكشف البيع عن امتيازاتهم ورواتبهم التي يحصلون عليها من النفط. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اعتقال رجل الأعمال والاقتصادي عصام الزامل؛ لمجرد كتابته تغريدة شكك فيها في عرض أسهم الشركة، مشيرا إلى أنه بعد عملية الاعتقالات في ريتز كارلتون في الرياض، فإن 150 مليار دولار خرجت من المملكة، ولم يتدفق المستثمرون إليها. وأضافت “التايمز البريطانية” أن “من بين مبادرات الأمير محمد بن سلمان الخارجية هناك حرب اليمن، التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام، وتحولت إلى مستنقع خاص به، وبحسب معهد بروكينغز، فإن الحرب في اليمن تكلف ما بين 5- 6 مليارات دولار في الشهر، وبدعم أمريكي وبريطاني، على شكل صفقات أسلحة ودعم دبلوماسي”. وتذكر الصحيفة أن أكثر من 10 آلاف يمني قتلوا في الحرب، فيما يواجه 8.5 مليون المجاعة، مشيرة إلى أن هجمات الحوثيين ضد الرياض تصاعدت ولم تخف بسبب دعم الحلفاء الشيعة لهم في المنطقة، حيث لايزالون يطلقون على العاصمة السعودية الرياض الصواريخ الرخيصة. ووفق الصحيفة، فإن “محاولة ولي العهد السعودي عزل قطر؛ لدورها المزعوم في دعم الإرهاب، باءت أيضا بالفشل، لكنها أدت إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي لصالح ثنائي السعودية والإمارات”. وتقول الصحيفة إنه “لم يبق إلا القليل من مزاعم ولي العهد للتحديث، حيث يستمر قمع شيعة السعودية في الإقليم الشرقي للبلاد، والسماح للنساء بالقيادة تم الترويج له بصورة واسعة، لكن في مقابل ذلك، تم اعتقال 13 من الناشطات السعوديات، اللاتي يبحثن عن صور أخرى من الحرية، وعن الحد من وصاية الرجال عليهن”. “محمد بن سلمان ليس إصلاحيا، ولا رجلا قويا؛ لأن والده يمكنه بجرة قلم أن يغير الولاية ويجرده من السلطة، وقد يحدث ذلك سريعا في ظل زيادة الغضب من الأمراء، ولهذا السبب نام ابن سلمان طوال الصيف في يخت رسا على ميناء جدة”، تقول الصحيفة.