اتخذت الصين أولى خطواتها نحو سداد أسعار وارداتها النفطية باليوان بدلا من الدولار الأمريكي، وذلك في تطور مهم ضمن جهود بكين لتعزيز المكانة العالمية لعملتها. وقد يصبح تحويل جزء من تجارة النفط العالمية إلى اليوان حدثا ضخما. ويُعد النفط هو الأكثر تداولا بين السلع الأولية في العالم بحجم تجارة سنوي يقدر بنحو 14 تريليون دولار، أي ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للصين في العام الماضي. وحسب مصدر لوكالة “رويترز”، فإنه من الممكن إطلاق برنامج تجريبي للسداد باليوان بحلول النصف الثاني من العام الحالي. وأشار المصدر إلى أن الجهات التنظيمية طالبت مجموعة من المؤسسات المالية بشكل غير رسمي بإعداد تسعير لواردات الخام الصينية باليوان. وقال شخص أطلعته السلطات الصينية على الأمر: “بما أن الصين هي أكبر مشتر للنفط فمن الطبيعي أن تسعى إلى استخدام اليوان في تسوية السداد. وسيحسن هذا أيضا سيولة اليوان في السوق العالمية”. وفي إطار الخطة التي تجري مناقشتها قد تبدأ بكين الشراء من روسيا وأنجولا. وكلاهما، مثل الصين ترغب في كسر السيطرة العالمية للدولار الأمريكي. وروسيا وأنجولا من أكبر موردي النفط الخام إلى الصين إلى جانب السعودية. وستكون هذه خطوة مهمة في إنعاش استخدام عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم في المدفوعات الخارجية بعد عدة أعوام من المحاولات المتقطعة. وإذا نجح ذلك، فقد يؤدي إلى سداد مدفوعات منتجات أخرى باليوان مثل المعادن والمواد الخام. وتتزامن هذه الخطط مع إطلاق أول عقود خام صينية آجلة في شنغهاي خلال الأسبوع الحالي والذي يتوقع الكثير من الخبراء أن يصبح ثالث مؤشر أسعار عالمي بعد خامي برنت وغرب تكساس الوسيط. ويجري تداول عقد خام شنغهاي الجديد باليوان.