بينما ميليشيات “البوليساريو” تشارك في مؤامرات أحزاب بلدان إسكندنافية آخرها بالسويد. تتفرغ أحزابنا لإطلاق النار على بعضها البعض والتنابز والتنافر فيما بينها بسبب تصريح أو تعليق أو موقف صدر عن أمين حزب أو زعيم لم يستوعب بعد أنه ولّى فأصبح من الماضي. في هذه الفترة من كل سنة تبدأ أحزاب بلدان أوروبا الإسكندنافية عقد مؤتمراتها وتجديد خطابها وقيادتها السياسية لبناء مرحلة جديدة. وفِي هذه الفترة تشتغل الآلة الدعائية للبوليساريو، بتمويل جزائري، داخل كواليس هذه المؤتمرات قصد استمالة بعض الأصوات داخل هذه المنظمات الحزبية ودفعها لاحقا لتصريف مواقف خصوم الوحدة الترابية، داخل الحزب ومركز القرار وحتى القرار الدولي كما حدث للمغرب مع السويد ولاحقا النرويج داخل أروقة الأممالمتحدة في نزاع الصحراء. تلك المواقف التي بدأ تصريفها أمميا، كانت قد تشكلت مسبقا داخل الخطاب السياسي لأحزاب هذه الدول، قبل أن ينتقل صداها إلى مكاتب الأممالمتحدة في نيويورك أو بجنيف. إن مواقف الغد تُصنع الآن، اليوم في منصات المؤتمرات الحزبية التي تغيب عنها الأحزاب المغربية، اليسارية منها تحديدا، لأن الهيئات السياسية التي يراهن عليها المغرب للدفاع عن الوحدة الترابية والتصدي للخطابات المناوئة لمغربية الصحراء، منشغلة فقط بتبادل الاتهامات وترصيص التحالفات والحفاظ على المنافع، فيما تغيب وظيفتها في الدبلوماسية الموازية، وتفسح المجال أمام الحزب الوحيد داخل مخيمات تندوف لملء الفراغ المهول الذي خلفه هذا الغياب، وإن كان ثمنه باهضا سياسيا. البرلمان الدانمركي قبل أسبوع، استوقف الحكومة بشأن الموقف من تجديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي. وحزب اليسار في السويد تحرك لإعادة النظر في موقف بلاده من نزاع الصحراء سيما أن البرلمان تبنى سابقا موقفا خطيرا يدعو حكومة بلاده إلى الاعتراف بجمهورية الوهم.