أعلنت شركة تويتر، التي تشرف على الموقع الاجتماعي الشهير، عن تعديلات جديدة تهدف إلى الحد من الإساءات على الموقع. وجاءت هذه الخطوة بعد تعرض تويتر لانتقادات شديدة بسبب المضايقات التي يتعرض لها مستخدموه وإخفاق الشركة في إيجاد مشتر للموقع بعد شهور من الشائعات في هذا الصدد. وأعلنت تويتر عن ثلاث تعديلات رئيسية سيجري طرحها للاستخدام خلال "الأسابيع المقبلة." وتشمل هذه التعديلات خطوات لتحديد الأشخاص الذين جرى وقف حساباتهم على الموقع بشكل دائم ومنعهم من إنشاء حسابات جديدة. مضايقات: وأعلن إيد هو، نائب رئيس القسم الهندسي لتويتر في تدوينة له عن هذه التعديلات، وقال إن "جعل تويتر مكانا أكثر أمانا يمثل نقطة تركيز رئيسية بالنسبة لنا." وأضاف: "إننا ندافع عن حرية التعبير وقدرة الناس على رؤية جميع جوانب أي قضية. وهذا يتعرض للخطر حينما تتسبب الإساءة والمضايقات في خنق وإسكات هذه الأصوات." وتابع: "لن نسمح بهذا الأمر، وقد أطلقنا جهودا جديدة لإيقافه." إساءات: وكان جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لتويتر أعلن في تغريدة له على الموقع إن تويتر سيتبنى "نهجا جديدا تماما إزاء الإساءة من بينها (إطلاق) حوار أكثر انفتاحا وفي الوقت الحقيقي في كل خطوة (يقوم بها المستخدم عبر الموقع)." وتشمل التعديلات الأخرى ما يلي: -تعزيز أمن نتائج البحث وإزالة التغريدات التي تحتوي على محتوى قد يكون حساسا، وتلك التي تُنشر من حسابات مغلقة أو غير المرغوب فيها. -إزالة الردود على التغريدات التي قد تكون مسيئة أو غير مناسبة. ولا تعني أي من هذه الأدوات إزالة التغريدات تماما من المنصة، لكن المستخدمين سيكون بإمكانهم التحكم فيما إذا كانوا يريدون مشاهدتها في إعداداتهم أم لا. خطاب الكراهية: ووسعت تويتر من أداة "الصمت" التي تسمح للمستخدمين بمنع ظهور كلمات رئيسية محددة أو جمل وحتى محادثات كاملة في أي إشعارات على حساباتهم. وقالت تويتر إنها تُعيد تدريب فرق الدعم التقني لديها بشأن سياسة السلوك الذي يتسم بالكراهية وتحسين الأدوات والأنظمة الداخلية للتعامل بشكل أكثر كفاءة مع خطاب الكراهية حينما يجري الإبلاغ عنه. واضطرت تويتر للتعامل مع قضية الإساءة خاصة في ظل غياب الاهتمام بالاستحواذ على الموقع من جانب مشترين محتملين. وكانت تقارير أشارت إلى اهتمام شركات غوغل وأبل وديزني بشراء تويتر لكنها جميعا أحجمت عن الدخول في أي صفقة للاستحواذ عليه. وهناك تساؤلات أيضا تتعلق بمستقبل نمو تويتر في ظل عجز الشركة عن جذب جمهور جديد للموقع وتحقيق مكاسب على المدى الطويل. وقال نيك توماس، المحلل في شركة "أوفوم" للأبحاث إن التعديلات الأخيرة ستكون محل ترحيب لدى أولئك الذين يرون أن منصة تويتر أصبحت "مكانا مسموما بشكل متزايد للمشاركة فيه"، لكنه تساءل إذا كانت هذه الخطوة "جاءت متأخرة جدا لتعالج المشكلة". واعتبر توماس أن مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقع تويتر كأبرز مغرد قد تضيف المزيد من المشاكل للموقع. وقال: "حقيقة أن تويتر يمثل الآن وسيلة الاتصال المفضلة للشخص الأكثر إثارة للانقسام في السياسة العالمية (ترامب) هو أمر يمكن وصفه في أفضل الأحوال بأنه نعمة ونقمة للمنصة". يذكر أن الرئيس الأمريكي يحرص على استخدام تويتر في إبداء رأيه في القضايا العامة للجمهورين الأمريكي والعالمي.