نشر المعهد الأمريكي للبحث في السياسة الخارجية ( Foreign policy research institute) وهو مجموعة للتفكير والبحث في القضايا السياسية ، (نشر) مؤخرا تحليلا يقارن فيه بين السياسة التي تنهجها الإدارة الأمريكية إزاء كل من الجزائر والمغرب وتونس . وحسب ذات التحليل فإن المغرب إذا كان يعد حليفا لأمريكا منذ زمن بعيد فإن الجزائر على العكس من ذلك تبقى بلدا مجهولا بالنسبة لواشنطن. واستطرد كاتب المقال أن المغرب هو حليف قديم وإن كانت المملكة “تستعمل كل الأوراق الدبلوماسية” . فهي بلد غير منحاز وإن كانت محسوبة على الغرب وتساند فلسطين على الرغم من علاقتها الجيدة مع إسرائيل. وحسب (Freign policy) فإنه على الولاياتالمتحدة أن تكون متساهلة وتقبل من بلد أن تكون له في الوقت ذاته علاقات مع الولاياتالمتحدة ومع روسيا والصين، بدون أن يمثل ذلك بالضرورة مشكلا. وسجل الكاتب أن العلاقات التجارية بين الرباطوواشنطن قد ساهمت أيضا في تعزيز التفاهم بين العاصمتين مع التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين البلدين سنة 2004، فيما يعتبر المغرب في مجال مكافحة الإرهاب حليفا مهما للولايات المتحدة وتم اعتباره سنة 2004 الحليف الرئيسي، خارج حلف التاتو . ولاحظت مجموعة التفكير ، أن هناك ، مع ذلك ،نقط توتر خاصة بالنسبة لقضية الصحراء الغربية ، إذ لم تعترف واشنطن بتبعية هذه الأراضي للمغرب ، لكنها في الآن ذاته لم تقف ضد رغبة المغرب في ضمها إليه. وبخصوص الجزائر ، قال الكاتب إن هذا البلد يبقى بالنسبة للحكومة الامريكية بلدا مجهولا ، تستأثر التحولات السياسية الداخلية التي يعيشها بالحد الأدنى من اهتماما. وحسب ذات المصدر فإن النظرة الأمريكية للدول المغاربية الثلاث ، تعود إلى فترة الحرب الباردة ، حيث اعتبرت المغرب وتونس من الدول الحليفة للولايات المتحدة ، فيما تموقعت الجزائر في معسكر دول عدم الانحياز. واعتبر أن مناهضة المغرب وتونس في عهد الملك الحسن الثاني والرئيس الحبيب بورقيبة للقومية العربية، وعلاقتهما القريبة نسبيا من إسرائيل، ساهمت في جعل هذين البلدين حليفين معتدلين للولايات المتحدةالأمريكية ، فيما أبانت الجزائر عن تقارب إيديولوجي مع الاتجاه القومي لجمال عبد الناصر ضد إسرائيل. وبالنسبة للمرحلة الراهنة ، يقول الكاتب، فإن المصالح الجيو-لستراتيجية دفعت واشنطنوالجزائر إلى التقارب وإقامة علاقات قوية وخاصة منذ ظهور المجموعات المسلحة ،كالقاعدة وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وبوكو حرام وغيرها من المجموعات التي تقدم الولاء ل”داعش” في منطقة المغرب والساحل. ويرى Freign policy أن العلاقات الامريكيةالجزائرية تبقى مع ذلك تواجه صعوبات بسبب السياسة الخارجية للجزائر التي تغلب السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتشجيع النزعات الاستقلالية ، فضلا عن امتعاض واشنطن من شراء الجزائر للأسلحة من روسيا وحذرها من الهيمنة الأمريكية في المنطقة. ومع ذلك ، يقول الكاتب ، فإنه بالنظر لتصاعد التهديد الإرهابي فإن الجزائر تبدي تعاونا على المستوى العسكري مع الولاياتالمتحدة، وهو ما تمت ترجمته إلى شراكة عبر الصحراء لمكافحة الإرهاب وكذا بالنسبة للتدريبات العسكرية الخاصة ب Flintlock .