الخط : إستمع للمقال "نحن منطقة مكونة من 6 أقاليم ولا أستطيع أن أركز فقط على أكادير، ومن الواضح أن أكادير هي القاطرة، ولكن في الوقت نفسه هناك منطقة مثل طاطا، التي تتمتع بإمكانات قوية في المزيج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لكن هناك أيضًا إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر.. نعم الهيدروجين الأخضر، هناك إمكانية لإنتاجه بطاطا.. سي بوسيبل"، هكذا تحدث كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة، قبل أيام، أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي الإقليمي سوس ماسة، في إشارة منه إلى أن هناك إمكانية كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بإقليم طاطا. هذه التصريحات آثارت سخرية عارمة في أوساط سكان إقليم طاطا، وأيضا لدى المهتمين بمجال الهيدروجين الأخضر، متسائلين عن المعايير التي اعتمدها رئيس الجهة، ليخرج بهذا الاستنتاج، بل وليتحدث بكل ثقة في النفس، دون أن يستحضر مجموعة من الأمور التقنية التي تتحكم في عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومنها عامل الطقس الذي يعتبر أساسيا في هذه العملية. واعتبر البعض أن تصريحات أشنكلي هاته، لا تعدو أن تكون سوى بيعاً للأوهام لساكنة إقليم طاطا، هذا الأخير الذي يفتقر لأبسط البنيات التحتية الأساسية وفي مقدمتها الشبكة الطرقية. والفيضانات الأخيرة التي شهدتها المنطقة عرّت الواقع الحقيقي الذي تعيشه طاطا بعيدا عن محاولة تلميع صورتها بمساحيق كاذبة. ففي الوقت الذي كان أشنكلي يتحدث أمام مستثمرين وخبراء وفاعلين اقتصاديين، عن إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر بطاطا، فإن هذه الأخيرة لازالت تئن تحت وجع مخلفات الفيضانات التي ضربتها قبل بضعة أشهر وعرّت هشاشة بنياتها التحتية، وكشفت الإقصاء الممنهج الذي تعرض له هذا الإقليم من طرف مجلس الجهة، وظهر بشكل جلي خلال أشغال دورة المجلس العادية لشهر أكتوبر، والتي لم يتضمن جدول أعمالها ولو نقطة وحيدة تهم المنطقة، لمساعدتها على مواجهة مخلفات الفيضانات، رغم أن الدورة جاءت أياما قليلة فقط على وقوع الكارثة. ومن جهة أخرى، فإن الميزانية المرصودة لتشجيع الاعتماد على الطاقات المتجددة، في برنامج التنمية الجهوية لسوس ماسة، والتي لا تتجاوز 15 مليون درهم، قد كشفت زيف تصريحات رئيس الجهة، حيث تعكس عدم اهتمامه ومجلسه بهذا المجال، وإلا لكان البرنامج الجهوي يعج بالمشاريع المتعلقة بإنتاح الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة، ويخصص لها اعتمادات مهمة. وبمقارنة بسيطة مع باقي جهات المملكة، فقد شرعت مجموعة من هذه الجهات منذ مدة تماشيا مع توجهات الدولة، في الاشتغال على مشاريع كبرى تتعلق بمجال الهيدروجين الأخضر، وفتحت المجال لشركات عالمية كبيرة للاستثمار فيه، من خلال رصد ميزانيات مهمة، وتوفير بيئة آمنة للاشتغال على مشاريع ستعود بالنفع على البلاد والعباد، بعيدا عن الخطابات السياسوية الرنانة التي تجاوزها الزمن. الوسوم إقليم طاطا المغرب الهيدروجين الأخضر جهة سوس ماسة حافلة طاطا فيضانات