الخط : إستمع للمقال في الوقت الذي ينظر العالم إلى السباق الرئاسي الأميركي، يرى كثيرون أن كامالا هاريس تمثل خيار الاستمرارية في السياسة الأميركية، فيما يعتبر دونالد ترامب رمزًا للفوضى، غير أن هناك فهماً أعمق ينمو في عواصم العالم، حيث بات من الواضح أن الولاياتالمتحدة، حتى لو بقيت قوة مؤثرة، لم تعد القوة العظمى الوحيدة كما كانت في السابق. ويعكس استطلاع للرأي أجرته "بلومبرغ" هذا التوجه، حيث أظهرت دول مجموعة السبع تزايد الحذر في تعاملها مع قوى صاعدة في الجنوب العالمي، رغم أهمية النتائج الأميركية على المسرح الدولي. وفي هذا السياق، يظل الاقتصاد الأميركي الأكبر على مستوى العالم، وقد استخدمته الولاياتالمتحدة، وخاصة خلال ولاية ترامب، كأداة ضغط في العديد من النزاعات الاقتصادية، حيث تخشى العديد من الدول أن تزداد الحروب التجارية، خصوصاً مع الصين، في حال عودة ترامب للرئاسة، وهذه المخاوف دفعت بعض الدول إلى إعداد خطط للتعامل مع احتمالية فرض واشنطن رسومًا جمركية جديدة. ومن جهتها، تشعر أوروبا كذلك بقلق من فوز ترامب، خاصة وأنه قد يسعى لإبرام صفقة مع روسيا على حساب أوكرانيا، وإذا حدث ذلك، قد تجد أوروبا نفسها في انقسام بين من يرى أن الصفقة فرصة لتحقيق السلام، ومن يرفض تقديم أي تنازلات لروسيا، وتبقى الولاياتالمتحدة حليفًا محوريًا لأوروبا، إلا أن التغيرات السياسية الأميركية قد تهدد هذا التحالف وتزيد من الضغوط الاقتصادية على القارة. في الشرق الأوسط، يتباين الموقف بين إدارة هاريس المتوقعة التي تدعو لتقديم الدعم لإسرائيل وتقليل معاناة المدنيين في غزة، وبين ترامب الذي يعتمد أسلوبًا أقل التزامًا ويعد باتخاذ مواقف حاسمة، كما يمثل الملف النووي الإيراني تحديًا مشتركًا بين الطرفين، مع اختلاف تكتيكات كليهما في التعامل معه. وتمثل الصين كذلك محورًا رئيسيًا للسياسة الأميركية، حيث تعززت سياسات واشنطن للحد من تأثير الصين الاقتصادي والعسكري، حيث قد اتخذت إدارة بايدن، والتي تدعمها هاريس، خطوات للحد من تصدير التقنيات الحساسة لبكين، وتوسيع التحالفات الإقليمية. إلا أنه من جهة أخرى، يسعى ترامب إلى فرض قيود أكثر صرامة، مع التركيز على تقليص الاعتماد على الصين في القطاعات الحيوية. ومن جانب آخر تعتبر مسألة الهجرة من أبرز الملفات الداخلية التي تؤثر على المشهد الانتخابي، حيث يتبنى المرشحان مواقف مختلفة: هاريس تدعو لتشديد القيود على الهجرة غير الشرعية، مع زيادة مسارات الهجرة القانونية، فيما يتبنى ترامب نهجًا أكثر تشددًا يركز على فرض قيود صارمة وترحيل الملايين. الوسوم الانتخابات الأميركية دونالد ترامب كامالا هاريس