الخط : إستمع للمقال أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن فريقا دوليا قد عثر على أدلة للٍأستعمال "الطبي" للأعشاب بمغارة الحمام بتافوغالت بمستويات أركيولوجية بعود تاريخها ٍإلى 15 ألف سنة نشرتها المجلة المرموقة "طبيعة Nature. وتتمثل هذه الأعشاب خاصة في نبتة تسمى "ايفيدرا' أو "العلندى" والتي اكتشفت ثمارها في منطقة من المغارة والتي كانت مخصصة لدفن الموتى حسب طقوس جنائزية معينة عرفت بها المجموعات البشرية للعصر الحجري القديم الأعلى والمؤرخ بالمغرب ما بين 22 ألف سنة و7 آلاف سنة. وفي هذا الإطار، قال عبد الجليل بوزوكار مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، إن هذا الاكتشاف تم قبل أزيد من ثلاث سنوات، وتم التكتم عليه، لأن الأمر كان يتطلب مجموعة من الدراسات الكبيرة، والتي من بينها التعرف على النبتة وتاريخها عن طريق "الكاربون 14". وأوضح مدير المعهد، أنه تم العثور على ثمار هذه النبتة، بدون اغصانها، مما يدل على أن المجموعات البشرية المتواجدة في المغارة قبل 15 ألف سنة، كان همها من النبتة هي ثمارها، وكانوا يعلمون ما يريدون منها. وأضاف الخبير، أن بمغارة الحمام بتافوغالت فيها مجموعة من الاكتشافات، والتي من بينها اكتشاف جمجمتين تحمل اثار عمليتين جراحيتين، الأولى إكتملت والثانية لم تكتمل، مؤكدا أن العملية الجراحية التي أجريت بشكل كامل، ما زالت آثارها بادية على جمجمة بشرية، وذلك بعدما أظهرت الدراسات ٍالتئام الجرح مما يعني أن الشخص الذي أجريت له العملية قد عاش وتحمل آلامها، من خلال استعمال هذا النوع من الأعشاب. وتابع، أن المجموعات البشرية في تلك الفترة قد عرفت طقوسا تتمثل في خلع الأسنان الأمامية ربما كدليل للمرور من الطفولة ٍالى البلوغ، ومما لاشك فيه فاٍن هذه العملية صاحبها نزيف دموي وآلام تم التغلب عليهم باستعمال الأعشاب. وأشار إلى أن ما اكتشفه الانسان منذ الآلاف السنين في المغرب، ظلت وثيرته تتسارع، وهذا يدل على أن هناك تراكم منذ الآلاف السنين، وأن هذه المنطقة التي تسمى المغرب حاليا، لعبت دورا مهما في فترة معينة. واعتبر عبد الجليل بوزوكار، أن هذه الاكتشافات أظهرت لنا أننا لسنا أمام مجموعات بشرية كانت تهتم فقط بالطعام والحماية، بل كانت لديها دراية كبيرة بمجالها الطبيعي، واستغلته بشكل جيد، كما أنها كانت مستقرة في المنطقة. وأردف، أن المغرب قبل 15 ألف سنة على الأقل، كان دوره مركزي فيما يخص تطور السلوك الثقافي والاجتماعي للإنسان القديم، وهذا ما أظهرته الاكتشافات التي تم اكتشافها من طرف العلماء. يشار إلى أن من بين خصائص هذه النبتة هو تركيبها الكميائي المساعدة في التداوي من نزلات البرد وخاصة ٍاقاف نزيف الدم وتخفيف الألم. وقد ساهمت مجموعة من الباحثين في هذا الاٍكتشاف من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث من خلال إسماعيل الزياني خريج المعهد وطالب بسلك الدكتوراه بجامعة لاس بالماس باٍسبانيا، وعبد الجليل بوزوكار مدير المعهد والمشرف على الأبحاث بمغارة الحمام بتافوغالت، اٍلى جانب لويز هامفري باحثة بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن، ونيكولاس بارطون أستاذ باحث بجامعة أكسفورد، وجاكوب موراليس أستاذ باحث بجامعة لاس بالماس بٍاسبانيا، اٍلى جانب حسن الطالبي أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة. ومن المعروف أن هذا النوع من النباتات قد اكتشف في مدفن يعود اٍلى اٍنسان نياندرتال ويؤرخ بحوالي 40 ألف سنة، ولكن اقتصر وجوده على حبوب اللقاح والتي من المرجح أن تكون قد حملتها الرياح نظرا لصغر حجمها ولم يستعملها الانسان. وفيما يخص اكتشاف مغارة الحمام بتافوغالت, فاٍن وجود هذه النبتة المتمثل في ثمارها المتفحمة تعتبر أقدم دليل على الاٍستعمال "الطبي" للأعشاب وهذا لا يمنع أيضا استعمالها في طقوس معينة لها ارتباط بالدفن، وتدل على أن المجموعات البشرية أنذاك كانت لها معرفة دقيقة باستعمالات النباتات بشكل سابق بكثير عن العصر الحجري الحديث بأكثر من 8 آلاف سنة. الوسوم اكتشافات المغرب تافوغالت مغارة تافوغالت