الخط : إستمع للمقال في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك هذا العام؛ تغيرت طقوس وأجواء الشهر الفضيل بشكل أكبر عند عائلات فلسطينية في غزة. عائلات تناولت، اليوم الاثنين، طعام الإفطار، على أنقاض منازل دمرتها إسرائيل خلال حربها على القطاع التي دخلت شهرها السادس دون النجاح بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قبل حلول الشهر المبارك. وبين الأطلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة؛ افترشت عشرات العائلات الفلسطينية موائد الطعام، رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها في ظل الحرب. وخيمت على وجوه الصائمين، خلال إفطار، علامات الحزن والأسى لفقدان منازلهم جراء القصف الإسرائيلي. ومن بين أولئك المجتمعين على مائدة الإفطار الجماعي فوق الدمار، كان هناك من نزحوا من مدنهم في شمال قطاع غزة وانتقلوا نحو الجنوب، وكذلك من فقدوا أحبابهم وأقاربهم بسبب الحرب الشرسة. وفي لحظات تناول الطعام، تضرّع الفلسطينيون إلى الله للعودة سالمين إلى منازلهم، وانتهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، وعودة الاستقرار إلى قطاع غزة. كما تجمعت عشرات آلاف الأسر لتناول الإفطار الرمضاني الأول لهذا العام، في خيام النزوح التي نُصبت بشكل بدائي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، فيما كان أكبر تجمع لهم في مدينة رفح جنوبي القطاع. وأنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نسمة، حيث يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة، فيما يخشون من تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح واسع للمدينة. مخيمات بدائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، بعد أن حرمتهم الحرب والحصار المرافق لها من أبسط اللوازم الإنسانية بما فيها الأساسيات من طعام ومياه ونظافة. ويحل رمضان هذا العام، بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية". الوسوم رفح غزة فلسطين