الخط : يواصل موقع "برلمان.كوم" تسليط الضوء ومتابعة المستجدات المتعلقة بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مدنيين بمدينة السمارة بالصحراء المغربية، واعترفت عصابة البوليساريو أمام العالم بالوقوف وراءه، من خلال تطرق الموقع للموضوع عبر مقالات وكذا عبر برنامجي "ديرها غا زوينة" و "نخرجو ليها ديريكت" وأيضا عبر برنامج "ديركريبطاج" الذي يذاع على إذاعة "إم إف إم" بشراكة مع إذاعة "برلمان راديو". وخلال حلقة اليوم الأحد 05 نونبر الجاري، خصّص مُعد ومقدم البرنامج الأستاذ عبد العزيز الرماني، حيّزا زمنيا مهمّا لمناقشة موضوع "تفجيرات السمارة الإرهابية التي راح ضحيتها شاب فيما أصيب ثلاثة أشخاص آخرين، رفقة خبراء البرنامج المتخصص في التحليلات الرياضية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والذين أجمعوا خلال مداخلاتهم على أن هذه الحادث الذي تقف وراءه ميليشيات البوليساريو المسلحة من طرف الجزائر، يُصنف في خانة الأعمال الإرهابية. وأكد خبراء البرنامج على أن الطريقة التي استعملتها العصابة الانفصالية، هي طريقة تستعملها الجماعات المسلحة المنتشرة بكثرة في منطقة الساحل والصحراء، والتي تتلقى تمويلات وتدريبات من جهات معروفة كإيران وحزب الله اللبناني الشيعيين، إلى جانب تأكيدهم على أن الجزائر لها يد وصلة بهذا الهجوم الغادر والجبان، من خلال توفير متفجرات من صنع جزائري لميليشيات البوليساريو، وتسليحها وكذا تمويلها مادية بالإضافة إلى احتضانها على ترابها طيلة العقود الماضية. ولعلّ أبرز ما دعا إليه مقدم البرنامج الأستاذ الرماني وباقي الخبراء المتدخلين خلال مناقشة هذه النقطة، هو أنه حان الوقت لإلغاء ما يسمى "بالمنطقة العازلة" والتي تعتبر أرضا مغربية، باعتبارها المكان الذي يتسلل إليه مقاتلي عصابة البوليساريو إما عبر الحدود الجزائرية أو الموريتانية، ومن تم ينفذون عملياتهم الإرهابية هاته، وبالتالي وجب إلغاؤها وإعادتها للتراب المغربي، لكي تبقى الحدود بين المغرب والجزائر من جهة وبين المغرب وموريتانيا من جهة أخرى، بدون وجود لهذه المنطقة العازلة، حتى تتحمل الجزائر مسؤوليتها أمام المنتظم الدولي، في حال تم استهداف الأراضي المغربية بمتفجرات أو مقذوفات صادرة من فوق التراب الجزائري الذي تتواجد به ميليشيات البوليساريو. من جهة أخرى، تساءل مقدم ومعه خبراء البرنامج، عن سبب عدم إصدار حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان لبلاغات تدين الحادث الإرهابي الذي استهدف مدينة السمارة، بلاغات تكون مماثلة لتلك التي أصدروها بخصوص ما يقع في غزة، ولماذا لم يحشدوا أتباعهم للخروج في مسيرات ومظاهرات للتنديد بهذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المدنيين، مستغربين صمت هاتين الجهتين ومعهم جهات أخرى، وكأن السمارة ليست مدينة مغربية، بل وكأن الشاب الذي راح ضحية هذا العمل الغادر وباقي ساكنة السمارة الشرفاء لا يستحقون التضامن معهم ضد ما فعلته بهم عصابة البوليساريو الإرهابية. ويشار إلى أن "المنطقة العازلة" أو "منطقة عازلة لحماية المدنيين" هي مساحة برية تحددها الأممالمتحدة أو أطراف دولية بناء على معطيات الأحداث، وتهدف إلى عزل منطقة محددة بهدف إبعادها عن باقي مناطق الصراع داخل دولة أو إقليم معين، حيث ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شتنبر 1991، انسحبت القوات المغربية خلف الجدار الأمني لتمكين الأممالمتحدة من إقامة منظومتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، فتم جعل المساحة الممتدة شرق الجدار الرملي إلى الحدود الدولية تحت المسؤولية الحصرية لقوات الأممالمتحدة (المينورسو)، التي تم تأسيسها بقرار أممي. وبالرغم من ذلك فإن المنطقة العازلة الموجودة شرق الجدار الرملي خاضعة للسيادة المغربية بخلاف ما تدعيه الجزائر والبوليساريو من خلال تسميتها +بالأراضي المحررة+، لأن الجدار الذي شيد على مسافة تبلغ 2500 كلم لم يكن حدودا للمغرب، وإنما تم جعل المنطقة الموجودة شرق الجدار "منطقة عازلة" بهدف تيسير تطبيق مقتضيات وقف إطلاق النار من طرف بعثة المينورسو، على أساس أن تخلو المنطقة من كل العناصر المسلحة من الطرفين، لذلك فالمغرب يعتبر دخول أي عنصر أو مركبة لهذه المنطقة العازلة هدفا للقوات المغربية ويتم تحييده، لكونه تجرأ ودخل للأراضي المغربية، وبالتالي وفي ظل استهداف المغرب من فوق أراضيه الذي وضعها تحت تصرف الأممالمتحدة، يفرض عليه التدخل لإلغائها وإعادة ضمها لأراضيه، ليضيق الخناق ميدانيا على هاته الجماعة الانفصالية الإرهابية المسلحة، كما ضيق عليها دبلوماسيا وسياسيا داخل جميع الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.