الخط : انطلقت اليوم الجمعة، فعاليات «موسم أصيلة الثقافي الدولي ال44»، في دورته الخريفية، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وبلدية أصيلة. وفي كلمة الافتتاح، جدد محمد بن عيسى، رئيس بلدية أصيلة، والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة بن عيسى، شكره وامتنانه للدعم الملكي المتواصل لموسم أصيلة الثقافي منذ بدايته سنة 1978، مؤكدا أن الرعاية الملكية جعلت المملكة المغربية تتمتع بحرية واستقرار ونمو متواصل. وفي هذا الصدد، أعلن محمد بن عيسى في حفل افتتاح الدورة 44 لموسم أصيلة الثقافي (الدورة الخريفية)، «أنه في أعقاب زلزال الأطلس الكبير الذي عرفته بلادنا وخلف آلاف الضحايا والخراب، قررنا إلغاء كل العروض الموسيقية التي كانت مبرمجة هذا العام». وأبرز الأمين العام في كلمة الافتتاح، أن المغرب استطاع بفضل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، أن يحقق تضامنا شعبيا غير مسبوق واستطاعت بلادنا بفضل توجيهات الملك وتعبئته لكل مرافق الدولة أن توفر الدعم اللازم والمتطلبات الضرورية لإسعاف المصابين في أقصر الآجال ووضع مخطط لإعادة تعمير المنطقة في أقصر مدة ممكنة، وتوفير الخدمات اللازمة في التعليم والصحة والنقل، والإغاثة، وغيرها كثير. وأوضح بن عيسى، أن «موسم أصيلة عودنا خلال المواسم السابقة، الاهتمام الخاص الذي يعيره للتطورات والتحديات التي تواجهها مجتمعاتنا في إفريقيا وانعكاساتها على التغييرات التي تعرفها الدول المصنعة خاصة أوروبا ومضاعفات هذه التغييرات على تطور الأوضاع في مجتمعاتنا في عالم الجنوب، لهذا كان لإفريقيا حظها من نقاشات الموسم وفعالياته وجوائزه». واعتبر الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، أن ندوة موسم أصيلة الثقافي تكريسا للعمل الثقافي الحر الذي يتيح للمشاركين من محتلف الأقطار فرصة التلاقي، والحوار، وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المقامات السياسيةوالثقافية والإبداعية، التي يستضيفها موسم أصيلة عاما بعد عام منذ أكثر من أربعة عقود. وفي رسالة ألقاها نيابة عن أنتونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أشاد الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، بالتضامن الذي أظهره الشعب المغربي والملك محمد السادس، خلال الزلزال الذي ضرب بعض المناطق بالمغرب، وكيف أبان عن مظاهر التضامن والتآزر في هذه الظروف. كما أعرب غوتيريش، في رسالته عن شكره للاهتمام والدعم الذي يوليه الملك محمد السادس، لموسم أصيلة، مؤكدا بدوره تقاسم الدعم والاهتمام بالقضايا الإفريقية وبالخصوص منطقة الصحراء الكبرى، التي خضعت وعاشت تحديات جوهرية خلال السنوات الماضية، متمنيا من خلال الندوات المطروحة استخلاص الحلول والمقترحات الكفيلة للخروج من هاته الأزمة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة. ويشمل برنامج منتدى أصيلة شراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد لمناقشة ندوتين، الأولى حول موضوع "التفكك الجيوسياسي والمناخ والهجرة والأمن الغذائي: الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا" (16 أكتوبر)، والثانية حول موضوع "التحولات الطاقية: التحديات والآفاق بالنسبة لإفريقيا والدول العربية وأوروبا" (25 أكتوبر). إضافة إلى مناقشة قضايا حيوية آنية من قبيل موضوع "الصحراء الكبرى: من الحاجز إلى المحور" (6-7 أكتوبر)، وموضوع "إفريقيا والغرب: الموروث والمأمول" (9-10 اكتوبر)، وموضوع "أوروبا: بين نوازع القوة والخروج من التاريخ" (14-15 أكتوبر) وموضوع "العرب اليوم وأعباء الفراغ الإستراتيجي" (17-18 أكتوبر). إضافة إلى تلك الندوات، سيجري تنظيم ملتقى الرواية العربية الذي سيتناول محور "الرواية العربية والخطاب البصري" (20-21 أكتوبر). وتشمل فعاليات الموسم الثقافي، تنظيم جامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة، في دورتها ال37، عددا من الندوات تتعلق بمختلف أوجه التطورات السياسية، خاصة في عالم الجنوب. وستحتفي "خيمة الإبداع" لهذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي الدولي ال44، بالأكاديمي والمفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي (24 أكتوبر)، حيث سيدلي أكثر من 20 من الجامعيين والأكاديميين المغاربة بشهاداتهم في حق المحتفى به. وتصدر المؤسسة كتابا يتضمن شهادات المشاركين إلى جانب كل ذلك، سيجري أيضا خلال هذه الدورة من الموسم تسليم "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية" في دورتها الثامنة (22 أكتوبر)، وذلك عقب ندوة "الرواية العربية والخطاب البصري". وتبعا لما جرت العادة عليه، تٌنظًم خلال هذا الموسم أيضا مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب، والبحرين، والسنغال، وسوريا، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا. وتستقبل أروقة المعارض في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، معرضين كبيرين للفنانين سعيد المساري (المغرب) وعلي علي سلطان (سوريا). الجدير بالذكر، أن مدينة أصيلة تحتضن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الرابع والأربعين (الدورة الخريفية)، المنظم من طرف مؤسسة منتدى أصيلة تحت الرعاية الرعاية السامية للملك محمد السادس، خلال الفترة بين 6 و26 أكتوبر الجاري.