الخط : نبّه مجلس المنافسة إلى أن النموذج الاقتصادي الذي يقوم عليه سوق الكتاب المدرسي بالمغرب "يأتي بنتائج عكسية، إذ يرتكز العرض والطلب المدعومان على نحو مصطنع من الأموال العمومية وشبه العمومية"، مركزا على الاختلالات التي يشهدها هذا السوق. وفي رأي له حول "سير المنافسة في سوق الكتاب المدرسي"، تم إعداده بعد الاستماع إلى القطاعات الحكومية المعنية وأكاديميات جهوية للتربية والتكوين وناشرين وجمعيات لحماية المستهلك؛ خلص المجلس إلى أن النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه صناعة الكتاب المدرسي بالمغرب "لا يتماشى مطلقا مع الواقع الاقتصادي للسوق". وفسّر المجلس خلاصته هذه مبرزا التأثير السلبي للإنتاج الضخم من الكتب المدرسية على الموارد وعلى الطاقة في المملكة، موضحا أنه يتم إنتاج ما بين 25 و30 مليون نسخة من الكراسات مبرمجة ومخصصة "لاستخدامها مرة واحدة فقط"، ما يعني أن معدل الاستهلاك من الكتب لكل تلميذ يصل في المتوسط إلى 3 أو 4 كتب في السنة، معتبرا أن هذا الإنتاج الضخم من الكتب المدرسية يتسبب في "إهدار هائل للموارد والمواد والطاقة لبلادنا". ومن جهة أخرى كشف المصدر ذاته أن إنتاج الكتاب المدرسي في المغرب مازال "تقليديا"، كونه مازالت تطغى عليه الكراسة الورقية، دون أن تكون مشمولة بالأدوات المساعدة على غرار الأقراص المضغوطة وأجهزة (USB) وغيرها؛ كما لا توجد كراسة مدرسية في السوق مجهزة بدعامة رقمية تكميلية، خلافا لبلدان أخرى حيث ترفق مجموعة من الوسائط الرقمية بالكراسة. كما انتقد مجلس المنافسة التطور الكمي الذي حققه الكتاب المدرسي على حساب جودة شكل ومحتوى الكتاب، معتبرا أن هذه الممارسة جعلت من الكتاب المدرسي "منتوجا تجاريا بسيطا حيث تفوق اعتبارات تكلفة الإنتاج بكثير الاعتبارات المتعلقة بالمحتوى"، مشيرا إلى أن حقوق المؤلف التي تكافئ الإنتاج الفكري لمحتوى هذه الكتب لا تتجاوز 8 في المائة من سعر الكتاب المدرسي. وارتباطا بذلك؛ كشف المجلس أن الإبقاء على انخفاض أسعار الكتب كان "بشكل مصطنع وعلى حساب جودتها المادية ومحتوياتها"، مشيرا إلى "الجودة الرديئة للورق بوزن مقلص بشكل متزايد، متسببا في تحمّل تكاليف الصفحات ورسوم توضيحية لا ترقى إلى المعايير"، لافتا إلى أن الكتب المدرسية "أضحت أقل جاذبية بالنسبة للتلاميذ، بل بات بعضهم يشمئز منها، مما يحرمهم بالتالي من التعلمات الأساسية التي يفترض أن توفرها هذه الكتب". ومن جهة أخرى؛ شدد المجلس على أن سوق إنتاج الكتاب المدرسي في المغرب تعاني هيمنة واضحة لمجموعة صغيرة من الفاعلين في قطاع النشر منذ أزيد من عشرين سنة، موضحا أن خمس مجموعات للناشرين فقط تتحكم في 63 في المائة من هذه السوق، مع تركيز جغرافي في محوري الدارالبيضاء والرباط. الوسوم المغرب تعليم سوق الكتاب المدرسي مجلس المنافسة