ناقش باحثون وفنانون ونقاد مغاربة في ندوة حول موضوع "التشكيل المغربي والتداول النقدي"، ما يعتري واقع النقد الفني بالمغرب، وذلك ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الصيفية الرابع والأربعين. الندوة المنظمة في إطار موسم أصيلة يوم أمس الخميس، عرفت تسليط الضوء على الشق التاريخي ومسارات خطاب النقد في الأونة الأخيرة والوقوف عند أعطابه وكذا إلى إبراز مقومات إنضاجه بعد تواتر سنوات من اجترار الصيغ المستنسخة، وهي صيغ الخروج من مفارقات التحليل إلى وظائف التقييم بما تسعى لتكريسه من مرجعية دقيقة وواضحة من شأنها تعزيز الثقة باختراقات التشكيل المغربي بما هو أحد أهم منجزات الثقافة المغربية المعاصرة. أحمد مجيدو منظم معارض وأستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني للفنون الجميلة، أكد في تصريح لموقع "برلمان.كوم" أن الكتابة النقدية في الفن المعاصر ذات أهمية كبيرة في الوقت الراهن خصوصا بعد دخول عالم الديجيتال، مبرزا أن الناقد فرد من المجتمع يقرب العمل الفني للمتلقي. وفي تصريح مماثل، اعتبر أحمد لطف الله كاتب وناقد فني، أن محور الندوة موضوع آني وفرصة للمساهمة في الترويج للعمل الفني كيفما كان نوعه، مسجلا أن الناقد الفني لا يتوجه بالنقد للفنان التشكيلي وإنما للمجمهور المتلقي. من جانبه، قال عزيز ازهاي إن آلية النقد مرهونة بالحوار، مبرزا أن التداول النقدي كما هوا مُمارس في المغرب يبتليه غير قليل من اللُّبس لأن تقريبا أغلب عمليات النقد تخضع للتكرار والاستناد على آلية التأويل والذي يفرز نوعا من التشويش أو التشويه للعمل الفني. واعتبر ذات المتحدث، أن خلق الممارسة النقدية جزء وامتداد للطبيعة كما هي، مؤكدا أن فن النقد مسألة صعبة للغاية ومشوقة. وأضاف الناقد أحمد لطف الله، أن النقد يسعى إلى ترقية ذوق المجتمع، وأضاف في ذات التصريح، أن المجتمع في حاجة إلى النقد لفهم العمل الفني التشكيلي خاصة إذا كان عملا تجريديا، مسجلا أن النقد الفني بالمغرب دينامية فكرية مهمة خلال السنوات الأخيرة النقد الفني المغربي عرف غنىً في الإنتاج مع الإصرار في وفائه للممارسة النقدية. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي ال44، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستمر إلى غاية 25 يوليوز الجاري.