تنظم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ندوة علمية دولية في موضوع: "ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي"، أيام السبت والأحد والإثنين 08 و09 و10 يوليوز، بمدينة مراكش. وحسب بلاغ مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فإنه بمناسبة انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية الهامة، سيوجه الملك محمد السادس، رسالة ملكية سامية في الموضوع إلى العلماء والعالمات المشاركين فيها، والذين يمثلون هيئات الإفتاء والمجالس الإسلامية العليا من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة في البلدان الإفريقية، ونخبة من علماء وعالمات المملكة المغربية. وأوضح البلاغ، أن انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية يأتي تنفيذا لتوصيات المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته الرابعة، التي انعقدت بفاس يومي 19-20 أكتوبر 2022م، والمتعلقة بعقد ندوات علمية وفكرية تعنى بشأن الفتوى في الواقع الإفريقي. ويأتي انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية، في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تحت قيادة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، لتوحيد جهود العلماء الأفارقة وجمع كلمتهم على ما يحفظ الدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وعلى ما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في بلدانهم. ووعيا من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بمكانة الفتوى في القضايا الشرعية والعلوم الإسلامية وفي الشؤون الدينية، واقتناعا منها بأن العلماء الأوفياء لثواب بلدانهم هم المؤهلون للإجابة على ما يستجد من النوازل والقضايا، دراسة وفهما واستنباطا لحكم الشرع فيها، فإنها ترى أن الضرورة أصبحت ملحة من أجل بناء تصورٍ علمي متينٍ عن الفتاوى الشرعية مقيدٍ بالأصول الشرعية المعتمَدة، ومحصنٍ من آفات الغلو والتطرف والتقول في شرع الله بغير علم. وقد وضعت الندوة برنامجا متكاملا يتناول، التعريف بعلم الإفتاء وعلاقته بالأحكام الشرعية، وإبراز منزلة الفتوى من العلوم الإسلامية، وبيان ضوابط الفتوى العلمية والموضوعية، والتأكيد على أهمية الفتوى في المجتمعات الإفريقية، والتنبيه على واقع الفتوى الشرعية في البلدان الإفريقية، والإرشاد إلى سبل تحصين الفتوى الشرعية من الفكر المتطرف، وبيان مسؤولية المفتين في دحض دعاوى التطرف والنزعات العصبية. وستعرف فعاليات الندوة مشاركة أكثر من 350 عالما وعالمة، ينتمون إلى 72 دولة من افريقيا وأسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. وسيتم تنظيم معرض تراث الفتوى بالمغرب وإفريقيا، وأيضا معرض يضم لوحات لمخطوطات تمثل جانبا من تراث الفتوى والنوازل لفقهاء من المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ومن أهداف تنظيم هذا المعرض، إبراز تراث الفتاوى والنوازل بالمملكة المغربية وباقي البلدان الإفريقية الشقيقة، وإعطاء لمحة عن التواصل العلمي بين المغرب والبلدان الإفريقية من خلال انتقال الكتب المخطوطة والتقاليد العلمية، وإظهار جمالية مخطوطات الفتاوى والنوازل، مما يدل على العناية البالغة بهذا النوع من التأليف. وأشار البلاغ، إلى أن هذا التراث الإفتائي والنوازلي ظل يعكس عملية الاجتهاد الفقهي التي لم تتوقف مسيرتها، وظلت مواكبة لجميع ما يقع في المجتمعات الإسلامية من نوازل وقضايا مستجدة، يتم الاجتهاد فيها من طرف علماء راسخين مشهود لهم بالأهلية في الإفتاء بما استجمعوا من شروطه. وقال البلاغ، إن الشواهد المعروضة لا تمثل سوى النزر اليسير من التراث الهائل الذي تختزنه دور المخطوطات في المغرب وبلدان إفريقية أخرى في الفتاوى والنوازل، وفي غيرها من مجالات المعرفة الإسلامية، وهو تراث ينبغي التحسيس بقيمته، والعمل على إيجاد السبل لصيانته وحمايته، ليظل رصيدا حضاريا للأجيال القادمة في عموم القارة الإفريقية.