أكد الخبير الكاميروني، ألفونس زوزيمي تامكمتا، أن تقرير برنامج الغذاء العالمي، في تقييمه للبرنامج الاستراتيجي القطري للجزائر 2019/2022، كشف مجددا فضيحة تحويل الجزائر و"البوليساريو" للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف. وأوضح أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في جامعة ياوندي، أن برنامج الغذاء العالمي وثق بشكل قاطع تحويل وبيع المواد الغذائية من المساعدات الإنسانية، في أسواق تيندوف، وخارج المخيمات وكذلك في بلدان مجاورة. وأضاف الخبير الكاميروني، أن برنامج الغذاء العالمي قد أعرب مرة أخرى عن قلقه إزاء عدم تسجيل وإحصاء ساكنة مخيمات تيندوف وإمكانيات التحويل التي يتيحها هذا الوضع الفريد"، مؤكدا أن منذ ما يقرب من 50 عاما، لم يتم تحديد هوية هذه الساكنة ولم يتم تسجيلهم كلاجئين أو إحصاؤهم، مما حرمهم من جميع الحقوق. وأشار المصدر ذاته، إلى أن التقرير أبرز من ناحية أخرى، استحالة وصول وكالات الأممالمتحدة المتخصصة إلى المخيمات دون عوائق، واصفا الرقابة الداخلية على توزيع المساعدات الإنسانية التي تقوم بها "البوليساريو" بالمنحازة بطبيعتها. وأكد ألفونس زوزيمي تامكمتا، أن "هذه الرقابة التي منحتها الجزائر لهذه الميليشيات على توزيع المساعدات الإنسانية تندرج في الإطار الأوسع للتفويض غير القانوني بموجب القانون الإنساني الدولي للسلطة على مخيمات تيندوف إلى جماعة انفصالية مسلحة لها صلات وثيقة بالجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل"، معبرا عن أسفه لكون الفرص المربحة التي أتيحت من خلال التحويل الممنهج للمساعدات الإنسانية لقادة "البوليساريو "تمكنهم بالتالي من الحفاظ على نمط حياة باذخ على حساب دافعي الضرائب الأوروبين وعلى حساب النساء والأطفال في مخيمات تيندوف. وأشار الخبير الكاميروني، إلى أن ساكنة المخيمات تعيش في ظروف مزرية، تتميز بنقص التغذية المزمن، خاصة بين النساء والأطفال. وقال الخبير، "تقع على الجزائر مسؤولية أخلاقية وقانونية في وقف استغلال أوضاع الساكنة المحتجزة واستخدامها كأصل تجاري، في حين تدفع مبالغ طائلة للحفاظ على نمط حياة باذخ لحفنة من قادة "البوليساريو" وتزويدهم بالمعدات العسكرية".