فتحت قناة فرانس 24العمومية الفرنسية شاشتها ومنصاتها لقائد القاعدة في بلاد الغرب الاسلامي أبو عبيدة يوسف العنابي ليجيبها عن 71 سؤالا، ومن ثمة يتحدث عن مشاريعه الارهابية في إفريقيا، بكل طلاقة وبدون أدنى إحراج انطلاقا من القناة ومبعوثها الذي عبر صراحة عن اعجابه بالقائد الارهابي. ما يثير في اجوبته الأمور التالية: أولها قول العنابي «إن القيادات الغربية تعرف وتعي ما هي أهداف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". أي أنها تركز على القتال في أفريقيا ولم تجهز لأي عمليات في الغرب أو على الأراضي الفرنسية»! -ثانيها يهم نشاط التنظيم في الجزائر التي ينحدر منها العنابي الذي يفهم منه أنه سيعلقه الى حين .. ثالثها: تركيز التنظيم عملياته ونشاطاته جنوبا نحو مالي وبوركينا فاسو..! فهل هي الصدفة التي تجعل أحد أكبر تنظيمات الارهاب يعلق انشطته ضد فرنسا وضد الجزائر في زمن التقارب السياسي والاستخباراتي والعسكري بين البلدين؟ إن غذا لناظره لقريب .. إذن ، بو عبيدة يوسف العنابي خلف عبد المالك دروكدال، الزعيم التاريخي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في 2020 يفتح قلبه واجندته ويكشف لفرانس 24 تاكتيكاته واستراتيجته،؟هذا لَعْمري كما قالت العرب قديما أمر غير عجاب ! وغير متوقع من تنظيم يعرف بالسرية والمفاجآة والضربات الخلفية! ولهذا لا أحد اعتقد بأن الاسلوب الفرنسي، الذي اشتهر ادعاءً بالإيتيكيت واللباقة التي سارت بذكرها الركبان، يمكنه أن يفتح القنوات لدعوات الارهاب،هكطا على المفتوح .. كما لا أحد يمكنه أن يغفل التزامن بين المهانة الكبيرة التي تعرض لها رئيس فرنسا امانويل ماكرون في الزيارات الاربع التي قادته إلى دول افريقية مؤخرا، وبين هذا السبق الصحافي المرعب! وقد وجد ماكرون فيها مظاهرات وواجه مواقف كلها ترفض فرنسا .. ويبدو أن فشله في إقناع الدول الافريقية بأن الجيش الفرنسي صمام أمان وسورا في وجه الارهاب دفعه الى الكشف عن السر المختبي وعن حقيقة مواقفه. ففتح المجال للارهاب لكن يتحدث من منبر عمومي فرنسي، ولعل لسان حاله هو التالي: إن رفض إفريقيا لفرنسا يعني ان هذه الاخيرة ستطلق العفريت الارهابي ليعيث فسادا في القارة! إنها الدرجة الصفر في الأخلاق السياسية أن تكلف فرنسا الارهابيين والانفصاليين للحديث باسمها! وقد كان الارهابي واضحا عندما استثنى افرنسا من مشاريعه الارهابية المستقبلية. ويكون الوضع هو أن الارهاب سيشتعل في القارة، لكي تجد فرنسا مبررا لتقول:انا من كنت احميكم منه! هل يبدو كلامنا خيالا سياسيا، أم له ما يبرره ويبنيه ويسنده؟ لنتذكر ما طلبه الرئيس ماكرون صراحة من وسائل الاعلام الفرنسية خدمةً لديبوماسيته وخدمة لأجندته الافريقية..و علاقة ذلك بفرانس 24 وما يريده منها. بدأت القصة في شتنبر 2022، عندما جمع الرئيس ماكرون السلك الديبلوماسي الفرنسي في قصر الاليزيه الرئاسي.. وفي ضحرة سفرائه طلب بالواضح لا بالمرموز من وسائل الاعلام أن «تتنبى استراتيجية للنفوذ والتاثير والإشعاع لصالح فرنسا»، وتحدث عن السردية الروسية والسردية التركية في افريقيا وطالب «بحسن استعمال شبكة فرنسا الاعلامية في العالم ، والتي تعد قوة لنا» والواضح أن الاشعاع قد بدأ من .. تندوف! وقتها فتحت لوموند صفحاتها لدعوات الارهاب الانفصالي للترهيب والتفجيرات داخل التراب الوطني، وقد كانت المناسبة هي الموتمر الشبح لجبهة البوليزاريو ، والذي نقلته لوموند على صفحاتها وأجَّرتها للارهاب لكي يتحدث بوضوح عن نفسه . ففي مقالة بعنوان» الضغط من اجل تصعيد الحرب« ، نقلت اليومية في الاسابيع الماضية الدعوات على لسان من سمته مدير الشباب في وزارة البوليزاريو، والذي يعترف بمعية آخرين بأنهم من المسلحين، وأنهم شاركوا في قطع الطريق بالكركرات كجنود ، وهم بذلك يكذبون الاطروحة التي بنتها فلول الانفصال عن طرق الكذب والادعاء أن طريق الكركرات كان يتظاهر فيها المدنيون ...!. ولكن الانكى من كل ماسبق هو أن يومية «لوموند» تنقل على لسانه وألسنة غيره «أنه لا يجب ان نقف عند مهاجمة حدود المغرب بل علينا أن نهاجم بنياته التحية في الداخل » ويضيف بلغة تحريضية واضحة على الاعمال الانتحارية :« علينا ان نفكر في استعمال الانتحاريين» وهو بذلك يدعو الى الارهاب والتفجيرات داخل المغرب...(انظر نص مقالة في الموضوع في موقع برلمان كوم : لوموند تقوم بتأجير صفحاتها للبوليزاريو للدعوة الى الارهاب)... واليوم تنقل صفحات الاعلام الفرنسية وشاشاته وجها ارهابيا بالكاد تولى القيادة الارهابية في دول الساحل ويهتم بنقل مختبراته الوحشية الى خليج غانا،. و تعمل قناة فرنسا الرسمية الممولة من اموال دافعي الصرائب على التعريف به وباستراتيجيته. وليس صدفة أن الدول الاكثر تضررا منه ومن قاعدته هي الدول التي تطرد جيوش فرنسا أو التي رفعت الورقة الصفراء في وجهها أو افهمتها بأنها غير معنية بها، ومنها مالي والنيجر وبوركيسنا فاسو وغدا دول اخرى ترفع رأسها في وجه فرنسا... لقد فشلت فرنسا ضد الارهاب لأنها لم ترد محاربته وهي اليوم تلوح به، لكي تركِّع الدول المتضرة منه ...!