اشتعلت فرنسا اليوم الثلاثاء جراء المسيرات الاحتجاجية الضخمة التي شهدتها جل مدن البلاد، تفاعلا مع الدعوات التي أطلقتها النقابات العمالية للخروج للشوارع والاحتجاج ضد خطة الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته بشأن التقاعد. وكشفت وسائل الإعلام الفرنسية ومنشورات على موقع التواصل الاجتماعي ،تويتر، أنه تم تنظيم أكثر من 300 مسيرة اليوم الثلاثاء في فرنسا، ضد خطة ماكرون وحكومته لإصلاح المعاشات. وقد واجهت الشرطة الفرنسية هذه المسيرات بالقمع والعنف، حيث قمعت عناصر الشرطة المحتجين في مدينة رين بوحشية، وقامت بتفريق مسيرة ضخمة وتقسيمها إلى قسمين، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في نانت بين المتظاهرين والشرطة التي ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. أما بمدينة ليون فقد عرف موكب المسيرة حالة من التوثر بسبب تدخل الشرطة محاولة تفريق المحتجين باستعمال المدافع المائية، فيما قام عمال السكة الحديدية، بإحراق الإطارات التي أحرقها عمال السكة الحديد في محطة ليون في العاصمة باريس. وقد تسببت الإضرابات والاحتجاجات التي شهدتها فرنسا اليوم بدعوة من النقابات العمالية في شلل تام بجميع القطاعات الحيوية، حيث شارك في هذا الإضراب المصحوب بمسيرات احتجاجية عمال وموظفي قطاعات التربية، التجارة والبناء، الصناعة والطاقة، والنقل...، في خطوة من شأنها أن تجبر ماكرون حكومته على التراجع عن مشروعها للرفع من سن التقاعد. ووعدت النقابات العمالية بوضع "فرنسا في طريق مسدود" هذا الثلاثاء وفي الأيام المقبلة، من خلال تجديد الحراك والاحتجاجات في عدة قطاعات، من أجل دفع الحكومة للتراجع عن رفع سن التقاعد من 62 إلى 64.