الشيخ أحمد ولد قدور، هو واحد من أشياخ لوتار في المغرب الذي كان للمهرجان الوطني للوتار، "ايقاعات المغرب" الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث شرف رد الاعتبار لهم وتكريمهم عبر دورات هذا المهرجان وإحياء هذا التراث الوطني وتثمينه والمساهمة في المحافظة عليه كذاكرة فنية تجشمت وجع المحافظة والمكابدة العاشقة لتراث مغربي أصيل بعصامية محرومين من أي دعم أو اهتمام يسند مسيرة ممارستهم إلا من عشق لآلة لوتار إصرارا منهم على تطوير إبداع فني وطني حيث ساهموا في تأثيث ذاكرة فنية وطنية. وقد نشأ أحمد ولد قدور بمنطقة امزاب دائرة ابن احمد وبعد ما اشتد عوده حيث تشبع بالثقافة الشعبية وعادات وتقاليد المنطقة، واختار أن يترجم نبوغه وموهبته الفنية مبكرا، بعد أن وجد ضالته في أنغام وترانيم "آلة لوتار" البدائية الصنع "الطارو" وبدأ يتعلم إلى أن اصبح عازفا جيدا على هذه الآلة "الطارو". " لكن بعد نفي السلطان محمد الخامس منعنا من العزف وعدم تبيان أي مظهر من مظاهر الفرج"، يقول المرحوم في تصريح سابق لجريدة الاتحاد الاشتراكي. بعد ذلك غادر مسقط رأسه إلى مدينة الدارالبيضاء حيث تعرف على عازفين على آلة لوتار سرعان ما انسجم معهم وأبان عن علو كعبه في العزف، لتصبح له بعد ذلك كلمة في الحفلات التي كان يشارك فيها رفقة العازفين الآخرين على هذه الآلة التي تمكن بعد عدة مشاركات له في هذه الحفلات من اقتناء آلة أوتار ويقرر الاشتغال لوحده ومن هنا انطلق مساره الفني. وتميز الشيخ قيد حياته بأدائه الفريد في التعامل مع آلة لوتار إذ كان يعزف بأصبعه (الضفر) حتى لا يجعل الوسيط بين أحاسيسه وبين آلة لوتار (الصدعة) وكانت له قدرة عالية على العزف والغناء بمفرده أمام الجمهور وكان يسوي أوتار آلته بدرجة متميزة التي كانت لا تفارقه أينما حل وارتحل. كما عرف الشيخ ولد قدور بأدائه الفريد ل "ساكن العلوة" وأبدع في أداء "الحب الزعري" الذي كان يتناول مواضيع اجتماعية مختلفة والتغني بأولياء وزوايا الشاوية و منطقة امزاب خصوصا ك "بويا الحاج" و" سيدي حجاج" و" سيدي بلقاسم" و"الحاج التاغي" و"الكحيلة بنت الحرار" وغيرهم من أولياء العلوة أو منطقة امزاب. وللتذكير فإن آخر تكريم للفقيد كان من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث خلال الدورة السابعة من المهرجان الوطني للوتار: "ايقاعات المغرب" سنة 2018 رفقة الشيخين قشبالوزروال بمدينة سطات.