يواجه أسود الأطلس مساء اليوم في مباراة حاسمة "ديوك" فرنسا، ضمن منافسات بطولة كأس العالم بقطر، من أجل نزع تأهل تاريخي إلى نهائي هذا المونديال. وتأتي مواجهة المنتخب المغربي ضد نظيره الفرنسي، بعدما أبان عن قوته في مباريات سابقة وبرهن على إمكانية سحقه لأكبر الفرق العالمية، خصوصا بعدما أعاد المنتخب الإسباني إلى دياره وأنهى حلم كريستيانو رونالدو ورفاقه حمل كأس العالم، ليضمن بذلك التأهل إلى المربع الذهبي كأول فريق إفريقي وعربي ينجح في ذلك. ويحمل اللقاء المرتقب لهذا المساء بين أسود الأطلس و"ديوك" فرنسا على أرضية ملعب "البيت" بقطر، دلالات سياسية تتجاوز ما هو رياضي، بالنظر إلى واقع العلاقات الدبلوماسية الحالية بين المغرب وفرنسا، وكذا الاستعمار الفرنسي للبلاد، كما يؤكد ذلك المحلل الرياضي مصطفى البيوضي. وفي حديثه مع "برلمان.كوم"، قال البيوضي: "لهذه المقابلة أبعاد كثيرة، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية، أو السياسية أو الجيواستراتيجية"، موضحا بهذا الخصوص، أن "لعب كرة القدم في هذه الظرفية بالذات، وعلى هذا المستوى؛ أي في نصف نهائي كأس العالم، يمنح الفرصة لكي نتبارى ولتحقيق ثأر تاريخي من المستعمر". وأفاد البيوضي، أن هذه المواجهة، لها حمولات تاريخية، لأنه "لا يمكن للمغاربة أو الأفارقة نسيان كون فرنسا كانت هي المستعمر القديم"، مردفا: "الفوز على فرنسا بمثابة انتصار على المستعمر رمزيا، وهي حقيقة لا يمكن تجاوزها"، يقول المحلل ذاته. واعتبر المتحدث، ضمن تصريحه ل"برلمان.كوم"، أن هذه المقابلة بمثابة "حرب مصغرة" تدبرها قوانين رياضية، وتحكمها مصطلحات حربية مثل "الدفاع -الهجوم"، وبالتالي فإنها مباراة لإثبات قوة العرب والأفارقة أمام "قوة إمبريالية".