ونحن نعيش في هذه الأيام أجواء الفرح والاحتفالات بما يحققه المنتخب الوطني المغربي من إنجازات وأرقام قياسية جديدة تسجل في التاريخ، بمونديال قطر فيفا 2022، يتردد كثيرا وصف أسود الأطلس على لاعبي منتخبنا الوطني، هذا اللقب قلة قليلة من المغاربة يعرفون أصله وتاريخ بداية إطلاقه على النخبة الوطنية. الإعلامي والأستاذ عبد العزيز الرماني، مقدم برنامج ديكريبطاج الذي يذاع على إذاعتي "برلمان راديو" و "إم إف إم"، وقف خلال حلقة اليوم الخميس من البرنامج، عند هذا اللقب، مستحضرا العدد 4566 من جريدة الاتحاد الإشتراكي، الصادر بتاريخ 10 فبراير 1996، والذي تطرق لموضوع تسمية المنتخب بأسود الأطلس، حيث عاد بالزمن للوراء رفقة الإعلامي المقتدر وأحد خبراء ديكريبطاج، جمال براوي، ليكشفا معًا لمتتبعي البرنامج والمغاربة جميعا من أطلق هذا الوصف على المنتخب الوطني وأين ومتى؟ وحكى الإعلامي جمال براوي أن أول من أطلق هذا اللقب على لاعبي المنتخب الوطني، هو الإعلامي الكبير ومؤسس إذاعة "إم إف إم"، كمال لحلو. وكشف العدد المذكور من جريدة الاتحاد الاشتراكي التي كتبت عن الموضوع أنذاك، أن كمال لحلو أطلق هذا الوصف على المنتخب الوطني المغربي، خلال تعليقه على مباراة دولية جمعته بمنتخب كوت ديفوار، في العاصمة أبيدجان. ومنذ ذلك الحين أصبح لقب "أسود الأطلس" مقترنا ب المنتخب الوطني، خصوصا وأن هذا الوصف لم يكن اعتباطيا أو عشوائيا، بل راعى فيه كمال لحلو مميزات وخصوصيات المغرب، من خلال اختيار جباله الشامخة بالأطلس، المعروفة عالميا، والتي تعتبر وجهة مفضلة للسياح من كل بقاع العالم، وعبارة الأسود لقوتها وشراستها. وكمال لحلو من مواليد 1945 بمدينة الدارالبيضاء، تابع دراسته الابتدائية والثانوية بنفس المدينة، ثم تخرج من المدرسة العليا للأساتذة، واختار شعبة التربية البدنية ليكمل بها مساره الأكاديمي. ونظرا لميوله لكل ما يتصل بالتربية البدنية والرياضة، فقد بدأ مساره الإعلامي بكتابة مقالات وتقارير وتغطيات ومراسلات في عدة صحف يومية وأسبوعية ووطنية، قبل أن يبدأ عمله بالإذاعة الوطنية كمراسل بعد رحيل الصحفي المعروف جورج سيلزير إلى كندا، وكانت تلك المرحلة هي بداية انطلاقة الإعلامي الكبير كمال لحلو في ميدان الوصف الرياضي، إلى جانب مجموعة من الأسماء المعروفة أنذاك، كأحمد الغربي والحسين الحياني وآخرين.