رغم تبنيها لإعلان حقوق الإنسان والمواطن سنة 1789، والحقوق المنصوص عليها في دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة لسنة 1958، ورغم أنها تعدّ من الدول الأولى المصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1960، وميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي، إلا أن فرنسا تنتهك حقوق الإنسان يوميا. والحقيقة أنه خلافا لما يعتقد البعض، فإن ما تدعيه فرنسا من حماية للحريات داخلها وخارجها، ما هو إلا تفاخر ومباهاة لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع. وظهر هذا التناقض الصارخ عندما مر رفض هوغو لوريس، قائد المنتخب الفرنسي ارتداء قميص بألوان المثليين مرور الكرام والتضييق الذي تعرض له إدريسا غيي، لاعب كرة القدم السنغالي في "باريس سان جيرمان" بعد رفضه لذات الطلب. والجميع يتذكر حملة المضايقات التي تعرض لها إدريسا غيي، لاعب كرة القدم السنغالي في "باريس سان جيرمان" الذي رفض في ماي الماضي، ارتداء قميص بألوان قوس قزح. حيث تعرض آنذاك لجملة من الانتقذات من طرف بلد بأكمله. وطلبت لجنة الأخلاق في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن تحقق في الأسباب التي منعت غي من المشاركة في مباراة باريس سان جيرمان، وما إذا كان قد رفض فعلا ارتداء قميص كتبت أرقامه بألوان عَلَم المثليين أم لا. وخلال الأيام الماضية عبر هوغو لوريس، قائد المنتخب الفرنسي، عن رفضه ارتداء قميص بألوان المثليين خلال مونديال قطر. حيث أن هذا الرفض لم يزعج أحدا. وقد علق هوغو قائلا:" حول هذا الموضوع، لدي رأيي الشخصي، وهو يتوافق مع رأي الرئيس" في إشارة إلى نويل لو غرابيل رئيس الجامعة الفرنسية لكرة القدم. ولم يكن لأي كان أن يتصور أن فرنسا التي طالما هللت لنفسها بأنها بلد القوانين والحريات، أن تنهج سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير وحقوق الإنسان.