أدى الخلاف حول حدود المساحات الغابوية المرخصة للصيد بمنطقة دمنات إلى احتدام الصراع بين أعضاء جمعيات القنص، ما أسفر عن اندلاع شجار بين الأفراد أفضى إلى سجن عضو إحدى هاته الجمعيات لمدة شهرين بتهمة الضرب والجرح. وقال الحسين أيت همو، نائب رئيس جمعية "تاكمرت" للقنص الذي قضى العقوبة الحبسية المشار إليها، إن القضية التي اعتقل بموجبها "مدبرة" في حقه من طرف أعضاء جمعية "إمينفري" المنافسة. وأدلى ل"أزيلال أونلاين" بوثائق تثبت أن الصراع بين هاتين الجمعيتين يعود إلى 2006، حيث اتهمت جمعية "تاكمرت" جمعية "إمينفري" إلى جانب جمعيات أخرى باستغلال أضعاف المساحات التي تكتريها من لدن مصالح المياه والغابات بالمنطقة، بشكل وصفته بغير القانوني. وراسلت جمعية "تاكمرت" في هذا الشأن عدة جهات، بينها السلطات المحلية والجهوية وعامل إقليم أزيلال إضافة إلى المندوب السامي للمياه والغابات بالرباط، تلتمس منها التدخل من أجل التحقيق في هذا الأمر ومحاسبة هذه الجمعيات ماليا وإداريا. لكن المتحدث أشار إلى قيام السلطات المعنية ب"غض الطرف" عن التجاوزات التي تقوم بها جمعيات القنص بالمنطقة. وأضاف أن أعضاء جمعية إمينيفري "دبروا له هذه المكيدة لكي يبعدوه عن طريقهم بعدما قام بتوجيه عدة شكايات في حقهم إلى السلطات المعنية". وبحسب مصادر مطلعة فقد ظل الصراع محتدما بين أعضاء جمعيات القنص بالمنطقة حول حدود المساحات المرخصة للصيد، قبل أن ينفجر يوم 15 غشت الماضي، حسب ما ورد بمحاضر الدرك الملكي بدمنات. حيث اتهم رئيس جمعية "إمينفري" للقنص العضو بجمعية "تاكمرت" بالاعتداء عليه بالضرب والجرح، وتضمنت نفس المحاضر أن المشتكى به هاجمه 3 أشخاص من الجمعية الأولى أثناء مزاولته جني محصول اللوز في حقله بدوار إكلي، وأدلى بشهادة طبية تثبت أنه تعرض هو الآخر للضرب على مستوى الرأس -من طرف المشتكي- وحددت له مدة العجز في 20 يوما. وعلمت "أزيلال أونلاين" أنه على إثر وقوع الحادث منتصف شهر غشت الماضي، حررت ساكنة دوار إكلي (جماعة تفني دائرة دمنات) شكاية تحمل 80 توقيعا تطالب السلطات المختصة ب"سحب الترخيص الممنوح لجمعية "إمينفري" المتعلق بحق القنص بجميع الأراضي الزراعية التابعة لحوض دوار إكلي". من جانب آخر، وجهت جمعية "حوض إكلي" الفلاحية إلى السلطات المحلية والجهوية شكاية تتهم فيها أعضاء جمعية "إمينفري" للقنص ب"إفساد المحاصيل الفلاحية أثناء مزاولتهم لهواية القنص بالأملاك الفلاحية التابعة لساكنة دوار إكلي". وقالت الجمعية في رسالة تتوفر "أزيلال أونلاين" على نسخة منها، إن أعضاء هذه الجمعية ومنخرطيها "يهدمون المسطبات التي تمنع انجراف التربة بممارستهم عملية الإحاشة، كما يلحقون الأضرار بالأشجار التي تعاني الساكنة معاناة كبيرة في رعايتها". وطالبت الجمعية من الجهات المختصة التدخل العاجل من أجل سحب الترخيص الممنوح لهذه الجمعية "التي تُسخر مرتزقة ليقوموا بترهيب الفلاحين وذويهم في ممتلكاتهم أثناء تجوالهم المتكرر وغير القانوني في منطقة إكلي، والتي أسفرت آخرها على الاعتداء على المواطن الحسين أيت همو وزوجته أثناء مزاولتهما لنشاطهما الفلاحي الموسمي بحقلهما".