"تجولت" هذه الأيام في عدد من المواقع الالكترونية المغربية،وتتبعت كل ما ينشر عن التعليم و رجاله خصوصا مع عزم نقابات خوض إضراب خلال هذا الأسبوع،فخلصت إلى أنه من الوقاحة أن يهب أي كان لينتقد شرفاء هذه المهنة الذين ضحوا بالغالي والنفيس حتى كونوا جيلا ترك بصماته في كل الميادين العلمية والأدبية.فسمعت كلاما لا يصدر إلا عن حاقد أو مختل أو متحامل.فمن قائل "إن الأساتذة يضيعون أبناءنا"إلى قائل"إن جيوب الأساتذة امتلأت حلى حساب فلذات أكبادنا"إلى قائل "إن الأساتذة شبعوا عطل"...وهلم شرا. إلى كل هؤلاء الرعاع أقول أولا: كيف استطعتم الكتابة في هذه المواقع لولا دور المعلم والأستاذ في حياتكم حتى أصبحتم متبجحين بثقافتكم ومعرفتكم؟؟ سؤال استهلالي يقودني إلى التوجه إليكم بعدة أسئلة،الإجابة عنها من طرفكم هي الكفيلة بتعرية معتقداتكم أمام الحقيقة الصادمة الغائبة عنكم: 1- كيف استنتجتم أن الأستاذ يلهث وراء الزيادة في الأجور فقط؟ 2- أو لا تعلمون أن الأستاذ يقاطع البرامج والمقاربات البيداغوجية التي تضر بأبنائكم؟ 3- أأستاذ تنعدم في مقر عمله أدنى شروط العمل،لا يضرب؟ 4- أأستاذ محاصر بالثلوج،لا يضرب؟ 5- أأستاذ يرى الزبونية والمحسوبية تتفشى في الحركة الانتقالية والامتحانات المهنية،لا يضرب؟ 6- أأستاذ أمضى 30 سنة من عمره فى السلاليم الدنيا،لايضرب؟ 7- أأستاذ يرى أقسامه مكتظة بالمتعلمين وخصاصا مهولا في الأطر بينما آلاف المتخرجين معطلون،لا يضرب؟ 8- أأستاذ يعمل في الفيافي في ظروف لا إنسانية ،لا يضرب؟ 9- ............. 10-............. 11-............. .. ؟- ما نسبة هؤلاء الأساتذة الذين"شبعوا عطلة وراحة" ويتقاعدون سليمين في أبدانهم غير مصابين بأمراض كالسكري وارتفاع ضغط القلب والقلب والأمراض العقلية وووووو؟؟؟ أجيبوني جزاكم الله خيرا يا أشباه المثقفين الذين لولا هؤلاء الأساتذة،الموجهة اليهم سهامكم، ما امحت أميتكم،وإن كنتم عاجزين عن ذلك فإليكم الإجابة التالية: "إن التعليم هو نبراس الشعوب نحو أبراج الرقي الحضاري،يتعاون الكل،من أساتذة وآباء ومجتمع مدني ومسؤولين،في حمله وإيصاله إلى تلك الأبراج لينير طريق الأجيال القادمة،وأي تقصير من أي طرف حتما سيجعل قاطرة هذا التعليم تتعثر في مسيرتها وتنزاح عن سكتها،مما يجعل أمر إرجاعها إلى مسارها الصحيح يحتاج عقودا من الزمن،زمن ليس في صالحنا علما أننا نتذيل القاطرة العالمية في التنمية والتعليم."