وأنا أتصفح أفورار أون لاين - موقع الجماعة القروية - من أكاذيب حول مسجد النصر صدمني العنوان التالي : " عضو من المعارضة في مجلس الجماعة يجعل من المسجد منبرا للدعاية لصالحه ".فلما فتحت العنوان وجدت بداخله ما يلي : " بلغنا من مصادر موثوقة ان احد اعضاء المعارضة في المجلس الجماعي لأفورار بلغ به الامر الى الدعاية لصالحه في احد المساجد التي تم بناءها من طرف مجموعة من المحسنين . وقد وصل به الامر الى طلب الدعاء من طرف المصلين.ويعتبر هذا العمل حملة سابقة لأوانها تتم في بيت من بيوت الله.وهنا نتساءل : هل المساجد بنيت للدعاية ام للصلاة ؟ " انتهى نص المقال . فحز في نفسي أن أسكت على تمرير مثل هذه المغالطات والأكاذيب حول بيت من بيوت الله التي أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ، فأقول لكاتب المقال وللمشرفين على بوابته اتق الله في نفسك ، وإني أبرأ بك أن تبوء بإثم هذا المسجد وإثم من يؤمه من الرجال والنساء والأطفال من كل صوب وحدب و من تلاوين مختلفة وانتماءات متعددة يجمعهم شيء واحد هو السجود والركوع لله الواحد الأحد ، أقول لك هذا لأن مقالك فيه تحريض رخيص وادعاءات كاذبة في الوقت الذي يعتبر فيه هذا المسجد الفتي متنفسا لساكنة الحي وغيرهم حيث يؤمه ما يفوق 700 مصلي ومصلية يوميا لصلاة التراويح ، فالمساجد لله وليست لفلان أو علان ، كما أن رواد هذا المسجد ليسوا من الرعاع الذين يسهل جدبهم أو استقطابهم من طرف هذا أو ذاك ، فرجاء أبعدوا الصراع المحموم بين المعارضة والأغلبية وهو تدافع وصراع مشروع أبعدوا صراعكم عن بيوت الله ، وتذكروا قول الله تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " وقوله تعالى : " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" أما ادعاء صاحب المقال أن المستشار المذكور طلب الدعاء من المصلين ، فباعتباري من رواد هذا المسجد منذ افتتاحه لم أسجل والله شاهد على ما أقول أي شيء من ذلك ، و إن طلب الدعاء من بعض المصلين فما يضير في ذلك ، فكلنا نطلب من بعضنا البعض الدعاء ، فعلى المسلم أن يغتنم هذا الشهر المبارك في الدعاء وخاصة دعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب وهذه أدلة من السنة والقران الكريم لفضل الدعاء بظهر الغيب .. عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ "ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ" رواه مسلم وقال تعالى: {واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات ((محمد: 19)). لذلك لا ينبغي إقحام السياسة في كل شيء، وكل من عمل عمل خير اتهم بالحملة الانتخابية السابقة لأوانها، فكما نعلم جميعا أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية وأنه يحاسب الناس على قدر نياتهم كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... " ومن هذا المنبر أغتنم هذه الفرصة بالدعاء الصالح لكل من ساهم في بناء هذا المسجد المبارك وتأثيثه من محسنين واللجنة المكلفة بتتبع أشغال البناء والاتصال بالمحسنين وكل من ساهم من قريب أو بعيد ، بالكثير أو القليل ....وجميع المؤمنين والمومنات أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم الصيام والقيام والإنفاق والإحسان ، ومجال الإنفاق والإحسان لايزال مفتوحا أمام الجميع بمن فيهم كاتب المقال غفر الله لنا وله .