بمجرد الإعلان عن النتائج النهائية للإنتخابات الجماعية انطلقت عملية هروب بعض المرشحين الناجحين صوب مكان آمن و ذلك لأجل تكوين المكتب الجماعي بعيدا عن الأنظار، و وجد الناخبون صعوبات للإتصال بمرشحيهم و تهنئتهم على الفوز حيث قام البعض بإغلاق هاتفه المحمول ، و عملية الهروب هاته تنفذ بخطة مٌحكمة تفاديا لكل الضغوط و المفاجآت التي من شأنها تغيير خريطة المكتب المكون في الكواليس ،و تقدم للمرشحين المهربين إغراءات مادية أحيانا و وعود مقابل تصويتهم في اقتراع اختيار الرئيس ، و التهريب " فيه أوفيه" حيث هناك من المنتخبين الذين يختارون الهروب بمحض إرادتهم و الإختباء تفاديا للإحراج و التعرض للمساومة، في حين يدخل البعض الاخر في المزاد العلني مستغلين تهافت بعض الرؤوس على كرسي الرئاسة ، و تجري عملية هروب أخرى للمرشحين من صفوف التكثلات بسبب الخلافات في وقت تستمر عملية الاستقطاب حتى يوم تشكيل المكتب الجماعي، و على العكس من ذلك تفرض" الجْماعة" على بعض مرشحيها أشبه ما يكون ب "الإقامة الجبرية" لتبعد بذلك ممثلها عن الشبهات و تضمن تواجدا سليما له في المكتب الجماعي وفق خريطة يتم رسمها من قبل. و من الجماعات التي تنفذ فيها عملية الهروب بشكل مستمر جماعة واويزغت و أنرﯖي ففي واويزغت اختلطت أوراق المجلس المنتظر بعد هروب المرشحين صوب بني ملال تاركين بعض المنتخبين يعدون العدة للدخول في صف المعارضة و في أنرگي و مباشرة بعد الإعلان على نتائج استحقاق يونيو 2009 لجأ حاكم الجماعة و شيخ القبيلة إلى تهريب تسعة أعضاء من الناجحين في الاقتراع و حاصروهم بمنزل حاكم الجماعة المتواجد بأفتيس ومنعوا الإتصال بهم و ذلك قصد تشكيل المكتب المسير للجماعة لصالح ابن الشيخ مع العلم أنه سبق أن وٌجهت عدة شكايات في مواجهة شيخ القبيلة و حاكم الجماعة حول تدخلهم في الحملة الإنتخابية لصالح ابن الشيخ ،و قد تدخلت السلطة في وقت سابق خلال الحملة لإجبار الحاكم على البقاء في منزله وإبعاد الشيخ خارج جماعة أنرﯖي . و تحدث عملية هروب و تهريب المرشحين الجماعيين عادة في الجماعات التي لا تحصد فيها الأحزاب على أغلبية مريحة تمكنها من تشكيل المكتب أو التي تكون فيها أغلبية هشة مهددة بالإستقطاب ، و تبدو الخريطة مفتوحة على كل القراءات في كل جماعات الإقليم .