قد يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذا المقال الذي يوحي أن هناك عملية (الحريك) أو هجرة سرية بجماعة تاونزة رغم كونها منطقة غير ساحلية لا يوجد بها لا بحر أبيض متوسط ولا محيط أطلسي . إن الأمر ليس كذلك لكن هناك شكل آخرمن أشكال الهجرة السرية بهذه الجماعة التي تنتمي إلى تراب إقليم أزيلال . فبعد الفيضانات الأخيرة لواد العبيد التي غمرت مياهه الأراضي الفلاحية وقطعت مصادر عيش السكان وأحدتث عزلة تامة لمجمل الدواوير . اضطر السكان إلى اختراع وسيلة بدائية تدعى " تمعديت" في تحد قوي لما أصابهم من جراء فيضان الوادي وفي غياب لأي تدخل رسمي يرفع العزلة عنهم . وفي سياق سياسي وطني يرفع شعار "الكرامة" للجميع ودون استثناء ؟؟ وبرنامج اجتماعي سطرته حكومة اجتماعية شعبية ؟؟؟ انبتقت من رحم الشعب . فرغم الأضرار الذي تسبب فيها فيضان وادي العبيد لم تسجل أي إجراء لإنقاذ هذه المنطقة المنكوبة . فعوض استثمار إمكانياتها المائية والطبيعية في تحقيق تنمية شاملة . فالعكس هو الحاصل إذ لا وجود لإرادة سياسية قصد النهوض بالمنطقة . فواقع الحال هو مزيد من تكريس الهشاشة والتهميش والعزلة.