لقيت مبادرة جماعة تيموليلت التابعة لإقليمأزيلال في التعاطي مع ملف استخلاص واجبات استهلاك الماء الصالح للشرب بالمركز استحسانا كبيرا من لدن الكثير من المتتبعين والغيورين على الشأن المحلي بالبلدة، وهو ملف شائك وحارق استعصى على جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة المجلس منذ سنة 2004. فتحت الإشراف المباشر من السلطة المحلية في شخص قائد قيادة أفورار السيد عبد الرحيم الكحلاوي ورئيس المجلس الجماعي السيد لحسن خاشون وبمساعدة أعوان السلطة والقوات المساعدة والدرك الملكي، تجندت جميع الأطر الإدارية التابعة لجماعة تيموليلت منذ أسابيع في التعاطي بالصرامة اللازمة مع هذا الملف من أجل تصفيته، واستخلاص مستحقات استهلاك الساكنة للماء الصالح للشرب الذي أصبح يشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الجماعة ويسبب لها في العجز كل سنة. وتعود تفاصيل هذا الملف حسب مصادر الموقع إلى سنة 2004، حيث قام المجلس الجماعي لتيموليلت آنذاك بإنشاء مشروع تزويد ساكنة المركز بالماء الشروب بدون دراسة، ولم يتم الشروع في استخلاص مستحقات الاستهلاك من الساكنة المستفيدة في حينه، بل تم انتظار عامين تقريبا بسبب تأخر القرار الجبائي للاستخلاص. وأضافت مصادر الموقع أن التأخر في استخلاص مستحقات استهلاك الماء وعشوائية المشروع ساهم في خلق فوضى في تدبير هذا القطاع، إضافة إلى انتشار إشاعات بين الساكنة مفادها أن الماء مجاني، مما ساهم في بروز مجموعة من السلوكيات غير المواطنة في أوساط الساكنة تتمثل في سرقة الماء لسقي الأشجار والحدائق وقيام البعض بقلب العداد وهلم جرا من أشكال الفوضى والجشع عند البعض التي لخصها أجدادنا الأولون في المثل الشعبي المغربي "المال السايب كيعلم السرقة" ويمكن أن نضيف إليه أن "العفو يشجع عليها". أكد ذات المصدر أنه كانت هناك محاولات لتدارك الموقف في الولاية السابقة لكن اعترضتها صعوبات، وأنه في هذه الولاية الحالية تم إعطاء أهمية كبيرة لهذا القطاع، وذلك بإصلاح الشبكة وتوسيعها وتجديدها لتصبح من الناحية التقنية متحكم فيها، وذلك بإضافة مجموعة من الحصارات من أجل تقسيم الماء بين الساكنة بشكل عادل حتى لا يكون هناك البعض يستفيد والبعض لا يصله الماء، وتم إضافة ثقوب مائية وخزانات جديدة، بتمويل من المجلس الإقليميلأزيلال ومجلس جهة بني ملالخنيفرة والجماعة الترابية لتيموليلت رغم ميزانيتها الضعيفة المحدودة وبإمكانياتها المتواضعة. ونظرا لكون مجموعة من الساكنة ترفض أداء واجبات استهلاكها للماء بالرغم من استدعائهم المتكرر من طرف الجماعة وتوجيه إنذارات متتالية من أجل تسوية ما بذمتهم ولكون هذا القطاع يشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الجماعة، فهناك 5 مضخات يترتب عنها استهلاك قوي للكهرباء مما يترك ميزانية الجماعة في عجز سنوي، ويخلق للجماعة مشكل في أداء فواتير الكهرباء الناتج عن استهلاك مضخات الماء. لهذا قررت الجماعة بتنسيق تام مع السلطة المحلية وتحت الإشراف المباشر للسيد القائد ورئيس المجلس الجماعي وأعوان السلطة والقوات المساعدة وجميع الأطر الإدارية التابعة الجماعة تجندت من أجل تصفية هذا المشكل بشكل نهائي، حيث تم تشكيل لجن مختلطة تنتقل بشكل يومي عند الممتنعين والذين لم يسبق لهم أداء ولو درهم واحد عن استهلاكهم الماء منذ 2004 لإنذارهم، والوقوف على سرقات الماء، حيث تم تقديم أصحابها للمحكمة بعد إنجاز محاضر من طرف الدرك الملكي لأفورار في الموضوع، وآخرون تم إزالة عدادات الماء الخاصة بهم في انتظار تسوية مبالغ الاستهلاك. وشدد ذات المتحدث أن هناك صرامة شملت الجميع والعملية سارية المفعول إلى غاية الانتهاء من جميع أحياء ودواوير تيموليلت، باش "ما يبقاش شي واحد كيشرب الماء فابور"، موضحا أن المواطن يجب أن يكون مسؤولا ويؤدي الواجب الذي عليه، لأنه لا يعقل أن أن يؤدي البعض ثمن استهلاكه للماء ويبقى البعض الآخر. وبهذه المناسبة يوجه المجلس الجماعي لتيموليلت مناشدة للمواطنين التيموليلتيين للانخراط الإيجابي في هذه العملية لأنها من صميم الواجب الذي يحث عليه الشرع والقانون، فاستهلاك الماء يقابله واجب الأداء، وميزانية الجماعة تحتاج إلى هذه المداخيل لتنميتها، إذ لا تنمية بدون مال، كما يطالب من الجميع المساهمة بأفكارهم واقتراحاتهم من أجل النهوض بهذه البلدة، واستنكار سرقة الماء وعدم السكوت عليها، بل وجب التبليغ عن كل سارق لأن هذه الأعمال المشينة تضر بمصلحة الساكنة قبل مصلحة الجماعة. "فالمسؤولية مشتركة بين الجماعة والمواطن، فأحيانا يمر مواطن ويرى قناة مائية بها عطب والماء يضيع ولا يبلغ عنه، ويرى أشخاص يسرقون الماء ويسقون حدائق منازلهم والأشجار ومختلف الأغراس ولا يحرك ساكنا، المال العام من حقنا جميعا ويجب علينا المحافظة عليه". وختم مصدر الجريدة حديثه بالإشارة إلى أن الشبكة المائية بتيموليلت تعززت بفضل تدخلات السيد عامل إقليمأزيلال مشكورا على دعمه المتواصل لجماعة تيموليلت ملتمسا منه التدخل لتمكين الجماعة من ثقب مائي بالمركز كي تتمكن الجماعة من توفير الكافي من مياه الشرب الساكنة خلال فصل الصيف، مضيف أن هناك3 ثقوب مائية بالجماعة، واحد بأيت مصاد الجبل ومرتبط به خزانين، وآخر بغسات مرتبط بخزانين وخزانين بتقاروت، وثقب مائي بالمركز مرتبط بخزان، وأن "الشبكة المائية الحالية يجب تقنينها وتدبيرها بشكل معقلن وجيد، كي يصل الماء إلى جميع المنخرطين"، في انتظار أن يتكلف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتدبير هذا المرفق الحيوي في المستقبل القريب.