و عندما تخضع الظاهرة اللسنية اسم المقهى أو عنوانه لاستهلاك اجتماعي كسلعة ذات قيمة يصبح للظاهرة أكثر من معنى محتمل حسب وضعية المرسل و المتلقي و الوضعية التواصلية التي تجمع بينهما …قد يقبل المستهلك على السلعة لأنه محتاج إليها أولا أو لأنها تعجبه أو تناسب ذوقه و جيبه … وفي هذه المقاربة لعناوين المقاهي سنقوم بإتباع الخطوات التالية: أولا: حصر الدلالة العامة لأسماء المقاهي ثانيا: بنية دلالة أسماء المفاهي: مورفولوجيا و تركيبيا ثالثا: الاستعمال الاجتماعي للدلالة رابعا: ما وراء الدلالة: قصدية المرسل و المتلقي خامسا: تصنيف الدوال. سادسا: توسيع الدلالة أو البعد الرمزي لعناوين المقاهي . سابعا:أعراض الدلالة. خلاصات أولا : حصر الدلالة ينبغي أولا حصر الدال و توضيح عناصره، فالدال هو الذي يحيلنا على مدلول معين، أي أن عنوان المقهى يحيلنا على صورة سمعية هي المقهى بكل محتوياته و مكوناته فما هي طبيعة هذه الأسماء أو الدوال : إن الدال هنا هو اسم المقهى أو عنوانه الذي يوضع كعنوان مرئي لمن يعرف الكتابة، أو يتداول بالسمع بين الأشخاص رواد المقهى لمن لا يعرف القراءة … هو مكون في الغالب من كلمات محدودة كلمة أو كلمتين تختزل مجموع المعنى الدال عليه، فالمقهى مثل عنوان كل نص أو كل سلعة يحاول أن يكون مطابقا و ممثلا لها و مميزا لها عن سواها… إن عنوان المقهى ككل خطاب موجه لمتلق مفترض خطاب له قصدية و نية لأنه يحاول أن يستقطب أكبر عدد من الزبناء أو المتلقين أو مستعملي المقهى و يشدهم إليه أطول فترة ممكنة، يريد للعلامة اللسانية نقصد دائما اسم المقهى و ما تحيل عليه رواجا و سيولة اجتماعية و يحيل دائما على مدلول و يرتبط بمرجع و أفق انتظار بمعنى الصورة الذهنية التي يكونها المتلقي عن المقهى الذي يريده و يختاره : الدال المدلول المرجع اسم المقهى أو العنوان فضاء المقهى:الموقع الخدمة السعر النشاط الرواد الأثاث نموذج المقهى المرغوب أفق الانتظار أو ما ينتظره المتلقي الزبون و لأن المتلقي هو الذي يعطي للعلامة اللسانية قيمتها كسلعة خاضعة لتداول اجتماعي ، فإن إقبال المتلقي أو الزبون على المقهى هو الذي يعطي لعنوان المقهى أو اسمه اكتماله و من تم نجد التقابل بين علامتين اجتماعيتين: مقهى فارغ عنوان أو علامة لسانية لا قيمة لها فشل اختيار العلامة مقهى مزدحم عنوان أو علامة لسانية لها قيمة نجاح اختيار العلامة ثانيا : بنية الدلالة أو التركيب : إن اسم المقهى دال مكون من كلمة أو كلمتين أصليتين، إنه مركب إسنادي مكون في الغالب من كلمة المقهى زائد إسناد أوإضافة أو وصف، و يمكن النظر إليه مورفولوجيا أي عن طريق التركيز على البنية الصرفية للكلمات من حيث النوع والمعنى و الصنف ، و تركيبيا أي من خلال طبيعة العلاقات التركيبية بين الكلمات المكونة لعناوين المقاهي: أ : مورفولوجيا : تتوزع الصيغة المورفولوجية للعبارات المستعملة في عناوين المقاهي بين كونها : أسماء أشخاص غالبا الذكور: كمال ع الكريم يونس رضا جمال بدر… و تفيد نسبة المقهى إلى الشخص الذي يكون غالبا مالكا المقهى أو أحد أقربائه …أوشخصيات معروفة في الذاكرة الجمعية : شهرزاد سندباد علاء الدين .. أسماء مناطق و مدن و بلدان: مراكش فيكيك الدارالبيضاءالصويرةالجديدة .. تاحناوت فطواكة … و تحيل على موقع المقهى أو المكان الأصلي الذي انحدر منه صاحب المقهى و قد يعبر عن حلم جمعي مرتبط بالمكان لبعثه من جديد على مستوى التخييل … أسماء أشياء : الدار الحمراء إيكلو للؤلؤة الغصن .. أسماء معنى تعبر عن قيم معينة : الحرية الشرف الكرم الراحة السلام الهناء الاستراحة .. اسماء حيوان : الكركوديل أو التمساح اسناء طيور : اليمامة العصافير الديك و نلاحظ : غلبة استعمال الأسماء في عناوين المقاهي و غياب استعمال الأفعال فنادرا ما نجد مقهى تسمى بفعل مثل مقهى كان يا ما كان لأن المقهى ليس مكانا للفعل و إنما مكان للقول و الكلام . غياب الحروف التي تفيد الاتجاه و تكمل المعاني و الاقتصار على حرف العطف الواو مما يفيد تركيبيا الاشتراك في نفس الحكم لأن تكملة المعاني متروكة لذكاء المتلقي …مأكولات و مشروبات مقهى توبقال . غلبة استعمال المذكر بدل المؤنث غلبة استعمال المفرد بدل الجمع: مقهى عوض مقاهي ندرة استعمال حرف الجر : مقهى الكل بخير ب تركيبيا : 1 عن طريق الإسناد: أي إسناد كلمة مثلجات أو مقهى أو سناك أو قاعة شاي أو كل هذه العبارات إلى كلمة أخرى مقدرة يفهمها المتلقي… لا معنى لأي كلام بدون إسناد فهو الذي يخلق الجملة أي المعنى ، ورغم أن الاسم قد يكون كلمة واحدة فان المعنى المتحصل يكون عن طريق الإسناد المقدر أي عبارة عن مركب إسنادي : فعندما تقرا مقهى اشبيلية تفهم هذا مقهى اشبيلية و ليس أي مقهى آخر… بمعنى المقهى موجود هنا، و العلامة المكتوبة مقهى أشبيلية تقديرها بالنسبة للمتلقي: هنا مقهى اشبيلية هذا مقهى اشبيلية أو مقهى اشبيلية موجود هنا… إن المتلقي للعلامة الاجتماعية يكمل دائما المعنى بما يختزنه في ذهنه فهو يتفاعل دائما مع باقي العلامات، فبنية الإسناد عنده ضمنية دون أن تصاحب كلمة المقهى دائما للاسم …مونتريال يفهم منها : هذا مقهى مونتريال … إن طرفا الإسناد غير متوفران ورغم ذلك يبقى المتلقي هو الذي يكمل المعنى انطلاقا من خبرته الاجتماعية و الصورة الذهنية التي يكونها عن المكان… 2 عن طريق الإضافة: إن الكثير من عناوين المقاهي عبارة عن مركبات إضافية أي كلمة تضاف إلى أخرى من أجل تحقيق إضاءات متبادلة، فالكلمة الثانية تعرف الأولى و تخصصها، فهو مقهى مراكش و ليس مقهى مدينة أخرى، و هو مقهى الأطلس و ليس مقهى جبل آخر العياشي مثلا ، و هو مقهى الجنوب و ليس مقهى الشمال … أمثلة أخرى للإضافة : مقهى الأطلس مأكولات و مشروبات مقهى توبقال مقهى أمين نجمة مراكش مقهى الزرقطوني مقهى الصحراء فضاء الجزيرة لؤلؤة ماسة مقهى النخلة مقهى الفردوس مقهى السند باد مقهى علاء الدين… المضاف إليه المضاف مقهى مقهى مقهى مقهى مقهى فرنسا الأطلس ميشلفن الصفاء باب دكالة الصحراء بدر هشام كمال الزرقطوني أمين الشارقة دلاس البهجة أحفير فطواكة العرايشة تافراوت العيون القناص الطلبة الحكمة و نلاحظ أن الإضافات تتمحور حول المحاور التالية : الإضافة إلى شخص مقهى بدر…كمال طارق … الإضافة إلى منطقة مقهى البهجة… الإضافة الى القبيلة : مقهى فطواكة الإضافة إلى بلد عربي أو أجنبي : مقهى فلسطين مقهى لبنانألاسكاماليزيا الشارقة أريزونا فرنسا .. الإضافة إلى مدينة : مقهى مراكش مقهى تافيلالت الصويرة …أكادير ميلانو كاراكاس سمرقند .. الإضافة إلى رمز: النخلة الكتبية حسان…..وليلي و في بعض الأحيان يتم حذف إليه لكونه معروفا مثل حذف كلمة المقهى و ترك المضاف إليه: ميلانو تورينو المنار ألاسكامونتريال …… أو نجد كلمات أخرى في موقع المضاف إليه : مثل مثلجات سناك أو الجمع بينها مقهى مثلجات و سناك وحلويات …مقهى و مطعم إشارة إلى تعدد وظائف المقهى و إرضاء أذواق و حاجات المستهلكين المتعددة …. عندما يضاف المقهى إلى المدينة أو المنطقة أوإلى مكان أو رمز محلي ينطق بالألفة و الانتماء إلى ما يسمى في الثقافة الشعبية المحلية بالانتماء إلى أولاد البلاد مقابل البراني…. كل هذا يرمز إلى أن المفهى توفر للمتلقي نفس الحميمية و الأنس و الألفة التي يوفرها له البيت المنطقة التي انحدر منها…خاصة توفير الإحساس بالنسبة للمتلقي بالانتماء إلى البلد و أبناء المدينة الأصليين.. و تدل على ذلك المعالم و الرموز الخصوصية التي يستعملها المقهى في التسمية … 3 عن طريق التخصيص بالوصف : نجد أن بعض عناوين المقاهي عبارة عن مركبات وصفية أي اسم زائد على الإسناد الأصلي المقدر الذي تحدثنا عنه سابقا .. لكون المقهى مقدر في الجملة أصله: هذا مقهى المنظر الجميل …. إن الوصف يلقي الضوء على طبيعة المقهى و يحدد خصائصه و مميزاته : المقهى الكبير هو المقهى الكبير و ليس المقهى الصغير… المنظر الجميل و ليس المنظر المنفر…. الذوق الرفيع و ليس الذوق الخشن…. البستان الأخضر green gardenو ليس البستان الأصفر أو الأسود …. و الوصف يعني إضافة قيمة مضافة مغايرة و خلافية للمقهى لتمييزه وإضافة علامة مميزة له عن غيره: الذوق الرفيع المنظر الجميل السطح الكبير البستان الأخضر.. العنوان الموصوف الصفة المأوى الصغير الدوق الرفيع المنظر الجميل المنزل الأخضر الدار الحمراء الجنوب الكبير السطح الكبير الأطلس الكبير البستان الأخضر المقهى الكبير الماسة البيضاء الديك الذهبي المأوى الذوق المنظر المنزل الدار الجنوب السطح الأطلس البستان المقهى الماسة الديك الصغير الرفيع الجميل الأخضر الحمراء الكبير الكبير الكبير الأخضر الكبير البيضاء الذهبي إن الوصف يمارس غالبا الإغراء و استهواء المتلقي فجميع الصفات مختارة بعناية لتضيف مميزات جديدة و تضيف القيمة على المكان : الصغر الجمال الجودة الكبر