ترسيخا وتأصيلا لثقافة الاعتراف والعرفان التي انتهجتها جمعية آفاق ابزو للتنمية والثقافة والبيئة منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، وتحت شعار: "الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، فضيلة"، نظمت الجمعية يوم السبت 24 دجنبر 2016، بدار الشباب 20 غشت، ابزو، حفلا تكريميا على شرف أحد مؤسسيها، الجمعوي والفنان سي مصطفى مولي، اعترافا بعطائه الثري من داخل الجمعية، سواء على مستوى التدبير باعتباره عضوا فاعلا في المكتب المسير للجمعية طيلة ثمان سنوات، أو على مستوى التأطير والحضور الوازن بالجهد والوقت والفعل في كل ما أنجزته الجمعية من أنشطة منذ أن تأسست في سنة 2007. وإذا كان سي مصطفى مولي قد اضطرّ إلى التوقف عن مزاولة مهامه داخل مكتب الجمعية بسبب المرض العضال الذي ألمّ به منذ ما يزيد عن سنة، شافاه الله وعافاه، فإنه مع ذلك، ورغم أنف المرض، ظل متابعا لأنشطة الجمعية، ومشاركا في تدبيرها بالرأي والمشورة، وبالحضور الفعلي متى استطاع إلى ذلك سبيلا. أدار الحفل الأستاذ محمد شهير. وفي مستهله، ألقى الأستاذ سعيد لمحندي، الكاتب العام للجمعية، كلمة افتتاحية وترحيبية باسم كل الأعضاء والمتعاطفين، حيّى فيها المشاركين والضيوف والحاضرين، وكل من ساعد على إقامة هذا الحفل. كما أثنى على سعي الجمعية الدؤوب في سبيل تكريس ثقافة العرفان، والاعتراف بالفضل لأهله. مشيدا في نفس الآن، بالأستاذ مصطفى مولي؛ فاعلا جمعويا، وفنانا عصاميا، وإنسانا فاضلا وخلوقا وودودا. ثم عُرض شريط قصير شمل صورا فوتوغرافية أرّخت لبعض المحطات من مسار سي مطفى مولي الإنساني والجمعوي والفني.. ثم كانت شهادتان عاشقتان صادقتان، تقدم بهما وبأريحية، الأستاذ محمد أكنان، أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية، والأستاذ الشاعر والناقد المصطفى فرحات. وكلا الشهادتين ثمّنتا استمرارالجمعية في نهجها الساعي إلى تكريس ثقافة الاعتراف، وأشادتا بالأستاذ مصطفى مولي؛ الفنان والجمعوي والإنسان. وإذا كان الأستاذ محمد أكنان ركز أكثر في شهادته على الجانب الجمعوي والتأطيري لسي مصطفى مولي، فإن الأستاذ المصطفى فرحات أولى عناية خاصة للجانب الفني، مشيدا بالحس الراقي عند الفنان مولي، وبأعماله التشكيلية التي تعكس روحا طافحة بالجمال، وتجمع بين الرومانسية والواقعية والتجريد، وتتميز بتعدد المواضيع والتقنيات، كما تعكس صدق التجربة الفنية في التعبير عن المعاناة. بعد الشهادتين، انطلق الحفل الفني. فكان أمسية شعرية وموسيقية بمحتوى راق، أحياها الشعراء: صالح البريني بقصيدة: جسر ابزو، والحسن صحصاح بقصيدة: la perle بالفرنسية ، وعبد الكبير فهمي بقصيدتين زجليتين: "أيت مولي" و"تامدة"، وعزيزة العميري بقصيدة: سلمْ على ابزو، وعبد اللطيف الهدار بقصيدة: خذني في حضنك يا خلي، ومليكة مصاد بقصيدة زجلية: ما هي غير حلمة، وسعيد بركة بنصوص من ديوانه: عبلة، ونور الدين قبة بقصيدة: كم أنت.. وصدحت في الأمسية فرقة فوانيس للطرب الأصيل والملتزم، وفرقة FLAMBZOU الشابة بألحان عذبة وأغان جميلة، تفاعل معها الجمهور الحاضر بحماس. في ختام الحفل، قُدِّمت ل سي مصطفى مولي شهادة التكريم والعرفان، وهدايا تقديرية عربونا للمحبة والتقدير والامتنان. كما وزعت الشواهد التقديرية على كل المشاركين. واتصالا به، وفي جو أخوي حميم، أقامت الجمعية حفلة عشاء على شرف الضيوف والمساهمين، جرت خلاله حوارات غنية حول علاقة الشعر بالموسيقى في تجربة فرقة "فوانيس"، تشعبت إلى مواضيع متعددة تهم المشهد الثقافي المغربي بشكل عام، وتخللتها قراءات شعرية عاشقة، ووصلات موسيقية من الطرب الرفيع.