سكتنا أعواما على الظلم نداعبه على قمة الجبل يصارعنا ونصارعه على الثلج نحيا وتحث الجليد ندفن ونزاحمه على قمة الجبل لنا راية وعلى السهل قدم صدق إذا نزلنا ظل الجبل نناشده فليس الفقر ولا الثلج نهابه ولكن للمعالي والشموخ نطاوله ۞ ۞ ۞ ۞ تركت أخي صبيا هناك يلعب بلعبة سردين فارغة يسوقها حلما في سيارة وليست السيارة حقا ولا السردين هو آكله وودعت حين مجيئي أختا صغيرة تحمل على ظهرها حزمة حطب تقتدي بيوم أمي وتشابهه تحمل على ظهرها مخدة وكأنها الرضيع رزقت به قبل أوانه ۞ ۞ ۞ ۞ وتركت جدي في زاوية في يديه سبحة ومصحفا وبجواره مذياع يرافقه يحكي له كل يوم كم ذقنا مرارة العيش على قمة الجبل نكابد وودعت أمي وقد ألجمت حمارا هزيلا من شدة بعد الماء تعاقبه فعدت ولم أر أبي قد كان في حقل بعيد يظل يوما كاملا يصارعه وودعت جدتي تنسج صوفا لتصنع لأخي الصغير جلبابا يحميه من البرد ويناصره ۞ ۞ ۞ ۞ تركت الجبل صامدا وودعت أهله صغيرهم وكبيرهم فكل منهم للبؤس يعاتبه وعدت أبحث عن نقل ينقلني فالطريق ووسائل النقل كلها للجبل تخاصمه وكلما بعدت ناداني الجبل باكيا أين تذهب؟ فاخترق قلبي حنين وظل بدمه لهيبا يضايقه ۞ ۞ ۞ ۞ بكينا كثيرا على الجبل أحيانا بالدم وأخرى تحسرا وأحيانا بالظلم والصمت نقاتله عدت منحنيا والموت للجبل يعاقبه وكتمت السهم في كبدي فلا قصيدة كهذه تفشيه ولا ديوانا بأكمله يناوله فجئت ولم أنسى الجبل وفي قلبي كل يوم فصول اليأس تباغته الفقر والجهل عدونا والظلم والمناخ للجبل ينافسه ۞ ۞ ۞ ۞ خرجت من الجبل ولست خائنا وعودتي إلى الجبل حياة تنبعث بعد موته تداعبه بكت أقلامي على الأهل وعند كل صوتي نحيب يشاطره فلست أكتب لوظيفة إنما الموت إذا وصفت الجبل عنوان عريض يلازمه سوف نحيا ونموت بكبريائنا ولن ندع الحق يوما للظلم يصافحه. بقلم الباحث: مصطفى العادل