في الوقت الذي تنشغل فيه الطبقة الحاكمة وأحزابها على تمرير مسلسلها الانتخابي وتلميع ديمقراطية الواجهة والاستهلاك وإهدار أموال الشعب وتضليله عن قضاياه المصيرية، يعيش سكان المناطق الجبلية جحيم العزلة والحصار والتهميش والاقصاء بكل تجلياته المريرة. وكأنموذج صارخ اضطر ما يقارب مائة متظاهر من سكان مناطق: تيبوحسانين جماعة تاباروشت وتايرت وأفتيس... بجماعة تاكلفت إقليمأزيلال، على تنظيم مسيرة في اتجاه ولاية بني ملال من أجل إصلاح القنطرة المتواجدة بتاغيا التي جرفتها سيول الفياضانات لمدة عام، مما يعمق من عزلة هذه المناطق ويفاقم مأساتهم. هذا بالرغم من الاحتجاجات المتكررة بقيادة تاكلفت والوعود الكاذبة التي سمعوها من سلطات عمالة أزيلال وهكذا في زحمة الشعارات الديماغوجية عن "التنمية المستدامة" و"تنمية العالم القروي" و"محاربة الهشاشة"... تتفاقم مأساة ومعاناة هذه المناطق المنكوبة، التي زادها تصدع وانهيار الطرق والقناطر التي غطى الفساد والرشوة على رداءتها والغش فيها على تكريس العزلة. مناطق هي عرضة لنهب ثرواتها الغابوية وتفويتها لشبكات إبادة الأشجار (لاكوب) للاغتناء على حساب بيئة وسلامة السكان ومراعيهم، والأدهى من ذلك أن الطرق/ المسالك التي تشقها "مندوبية المياه والغابات" كما هو الحال مع طريق (بنغا) بجماعة تاكلفت هي عبارة عن ترقيع لا تصلح للاستعمال البتة. لتظل هذه المناطق شاهدة على استمرار الخضوع للتقسيم الكولونيالي للمغرب الذي هندسه المارشال اليوطي، القائم على سياسة "المغرب النافع والمغرب غير النافع