فضل أزيد من 100 مواطن من سكان دواوير جبلية المبيت في العراء أمام مقر ولاية تادلة أزيلال بمدينة بني ملال، إلى حين انتزاع وعود بتحقيق بعض مطالبهم البسيطة، بينما كان زملاؤهم، الذين يناهز عددهم 170 شخصا، يركبون بعد آذان المغرب شاحنات وسيارات وضعتها عمالة بني ملال رهن إشارتهم قصد عودتهم إلى مساكنهم. وأفاد «محماد أ.»، في تصريح ل«المساء»، أن السكان قطعوا طيلة يوم الأربعاء زهاء 80 كيلومترا مشيا على الأقدام، قبل الوصول في الساعات الأولى من صباح أول أمس الخميس إلى أمام مقر ولاية تادلة أزيلال. وبعد حوار مع الكاتب العام لولاية جهة تادلة أزيلال، تم تنظيم موعد لهم مع عامل إقليم أزيلال أمس الجمعة، ليتم نقل سكان دواوير أيت بولمان بتاغيا، تانوطفي، بولدجي وتاوريرت عبر الشاحنات والحافلات. فيما لم يتمكن سكان جزء من دواوير تيط نوامان، أكرض أوسنيك، أفتيس، تيبوحسانين بجماعة تاكلفت من ملاقاة أي مسؤول، ورفضوا توسلات قائد قيادة تاكلفت بالعودة إلى مساكنهم، مفضلين المبيت في العراء. وزارت «المساء» المعتصمين أمام مقر الولاية، مساء أول أمس الخميس، حيث افترش أغلبهم العشب المقابل لمدخل مقر الولاية، زادهم الخبز الجاف وقنينات المياه، ويحملون أكياسا بلاستيكية وحقائب رثة، لا فرق بين صبيانهم وشيوخهم. وأكد «الحسين م.» أن «أفضل المعتصمين حالا قد توجه في منتصف النهار واقتنى صحنا من الفاصوليا «اللوبيا» لغذاء مقابل عشرة دراهم، فيما كان زاد أغلبنا الخبز والماء». ونزح سكان دواوير جماعة تاكلفت في ثلاث مسيرات متفرقة خلال أقل من 48 ساعة، احتجاجا على الأوضاع التي تعيشها الساكنة، وعلى حجم التهميش الذي تقابل به ساكنة الدواوير، التي لم تصوت سابقا على رئيس المجلس الحالي وبرلماني الدائرة، ووصل مجموع المعتصمين خلال يومين أمام مقر ولاية جهة تادلة أزيلال إلى أزيد من 400 شخص يمثلون ساكنة أزيد من عشرة دواوير من جماعة تاكلفت. وأوضح السكان أنهم لا يطالبون سوى بشق طريق ترابية تمكنهم من الخروج من العزلة القاتلة التي تعرفها مساكنهم، ويستطيع معها المرضى التنقل في سيارات خاصة، بعدما منع الرئيس أحد نوابه، الذي يشتغل سائقا لسيارة الإسعاف في نفس الوقت، من الوصول إلى الدواوير المغضوب عليها. وأوضح السكان أن دواويرهم التي تبعد عن مركز تاكلفت بحوالي 20 كيلومترا محرومة من جميع المشاريع التي برمجت بدواوير الجماعة، بل وتعدتها إلى مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خصوصا مشاريع مد السكان بالماء الصالح للشرب، بل ما يزال السكان يحملون المرضى والحوامل فوق النعوش لإنقاذ حياتهم. عمي «موح»، شيخ جاوز سنه السبعين عاما، كان يحمل قنينة ملفوفة بثياب رثة مبللة لتحفظ بعض البرودة في الحرارة المفرطة التي تشهدها مدينة بني ملال، قال وهو يتكئ على جدار قصير استعدادا للاستراحة بعد مسيرة مضنية: «نحن لا نطلب التفاز أو الهاتف أو «الشانطي» – الطريق المعبدة- بل نطلب فقط أن تشق لمساكننا طريق ترابية نتمكن معها من إنقاذ أبنائنا ونسائنا من الموت». وألقى سكان لأيت بولمان بتاغيا، تانوطفي، بولدجي، تاوريرت العليا باللائمة على مدير ديوان عمالة أزيلال والنائب البرلماني لدائرتهم لحرمانهم من مشاريع ربط السكان بالتيار الكهربائي وبسواقي المياه الصالحة للشرب، فيما استفادت مساكن متفرقة معروفة بولائها للبرلماني المذكور، رغم أن المشروع مولته وزارة الفلاحة.