لقد باتت ازيلال في الاونة الاخيرة مرتعا لمرض الليشمانيوز الذي يعد حسب مديرية علم الاوبئة و محاربة الامراض بوزارة الصحة من المشاكل الصحية المتواجدة بالمغرب والمتمثل في الليشمانيا الحشائية التي تصيب بالخصوص الاطفال في سن مبكر و تتميز بحمى غير منتظمة مع شحوب في الوجه ونقص في الوزن وانتفاخ الطحال و الكبد،و تظهرعلى شكل حالات منفردة في المناطق الجبلية خصوصا شمال و وسط البلاد، والليشمانيات الجلدية المعروفة بظهور حبات فردية او جماعية على شكل ورم ،خاصة في الاعضاء المكشوفة كالوجه و اليدين و الرجلين ،وهي نوعان :الليشمانيا طروبيكا التي تظهر على شكل بؤر صغيرة ممتدة غرب سلسلة جبال الاطلس مرورا بوسط البلاد ، ثم الليشمانيا ماجور التي تتوطن جنوب و شرق سلسلة جبال الاطلس.كما ان حصول الباحثة المغربية الدكتورة نعيمة ابطوي من بين 15 باحثة ،يمثلن القارات الخمس ،على منحة لوريال يونسكو في مقر جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس لتمويل بحثها حول خطورة الليشمانيوز في المغرب،وذلك بهدف تحديد عوامل خطورة الاصابة عند الانسان (الشخصية،الديموغرافية ،الاجتماعية و الاقتصادية) والبيئية (المناخية و الايكولوجية) للليشمانيا الجلدية طروبيكا بمنطقة سطات، واقتراح تدابير وقائية لوزارة الصحة للحد من المرض و البحث عن دوا ء لداء يطال 5000 نسمة،لم يكن وليد الصدفة بل نظرا لحجم خطورة هذا الوباء (الليشمانيا الحشوية و الجلدية) الذي يصيب الانسان والحيوان (الكلاب و الفئران) ،كما انه معد يمكنه الانتقال من الحيوان الى الانسان و من الانسان الى الانسان،وذلك بواسطة الذبابة الرملية فليبوتوم. وللتاكد من درجة تفشي هذا الوباء الخطير بمناطق النفوذ الترابي لاقليمازيلال و تحديد اجراءات السلامة الوقائية و الوسائل الفعالة للعلاج في حالات الاصابة،اتصلت ازيلال اون لاين بالمندوب الاقليمي لوزارة الصحة بازيلال الدكتور خالد امل ، حيث افادت احصائيات ادارته بان اقليمازيلال بعد ان عرف خلال سنتي 2013 و 2014 تسجيل 310 و271 حالة اصابة،ارتفع العدد من جديد سنة 2015 ليصل الى 387 حالة للليشمانيا الجلدية طروبيكا ، منها 212 حالة عند الاناث و 175 عند الذكور، حيث تتواجد 4 حالات منها في المدار الحضري و 383 في المجال القروي بنسبة 87,33 في المئة لدى الاطفال من 0 الى 9 سنوات،كما ان حالات الاصابة السنوية ببكتيريا الليشمانيوزتعرف ذروتها خلال الشهور الاربعة الاولى من كل سنة.ولتفادي خطورة هدا الداء الخطير الذي قد يؤدي احيانا الى الوفاة ، اكد ذات المسؤول على اهمية الكشف و العلاج المبكرين ، وتضميد مكان الحبة ، وضرورة مكافحة الكلاب الضالة ومحاربة الفئران باعتبارها الحامل الرئيسي لهذا المرض،وذلك بالاصحاح البيئي موازاة مع حملات المكافحة الكميائية ،ومن جهة اخرى مكافحة الذبابة الرملية الناقلة لداء الليشمانيوز،وذلك باتخاد مجموعة من الاجراءات، منها وضع شبابيك وقائية على الابواب واستعمال المبيدات الحشرية داخل المنازل . ويرى المتتبعون للشان العام المحلي بان القضاء على هذا الوباء لن يتم الا بتظافر جهود مختلف المصالح ،منها الصحة و الفلاحة و الداخلية وبالخصوص حرص المجالس المنتخبة على النهوض بالمجال البيئي بجل جماعات الاقليم من خلال حسن تدبيرعملية جمع النفايات، بما في ذلك المزبلات الحيوانية بالدواوير. خاليد شيخي