بمناسبة اليوم العالمي للمرأة, تم تنظيم لقاء فني ثقافي من طرف البرنامج الوطني للتنشيط بالمراكز الثقافية بوزارة الثقافة, لتدارس وضعية المرأة المثقفة و مشاكلها بمشاركة مجموعة من النساء المبدعات تم تكرمهن بهذه المناسبة و هن:إيمان بوطور مغنية, أميمة شهير ممثلة مسرح,نورة الصديق شاعرة,حليمة الناجي رئيسة جمعية الرحمة للمعاقين,زهرة زهري مستشارة,مليكة أستاذة اللغة العربية' من تأطير الأستاذة خديجة برعو, بدار الثقافة يوم السبت 8 مارس 2014,و هذا نص المداخلة الذي ساهمت به في هذا اللقاء: بداية تحية تقدير و إجلال للمرأة المغربية مفعمة بأعذب الألحان,, و أرق الكلام وسسجد الفجر,في يوم حالم باليقظة يقر بوجودها ثم تتوارى الايام و تغدو أعمق و أعمق... تحية عطرة منسمة بعبق الورود في الطريق و تحت اشجار وارفة الظلال تشرئب لتعانق السماء عن قرب...إلى كل امرأة تناشد قر الليالي, وتجتاز حواجز الثلوج,تمضي وراء صقيع راقد القوى,ترافق نجوم الصباح للحطب و الرعي و السقي و الجني و الحقول في المغرب غير النافع و الإقليم العميق... تحية محملة بنفحات الأوج و السلام على الأفنان الوسنى ...إلى كل باكية باسمة, إلى ذات قلوب متصدعة,يصحو لديها سيف الأمل...إلى كل عاشقة ترشف الجمال والألق تنسىي به الأرواح المعذبة... إلى كل نائمة غافلة يوقظها الأنين و الألم, فتودع المهد و الجوى...إلى كل عالقة متشردة يبزغ لها الفجر, إلى كل حبيسة الفقر و الحرمان,فتجمع أسمالها و جحافلها في الأزقة و النواحي...إلى كل جارحة متألمة تتقاذفها أمواج الدهر فتبتلعها الدروب, وتبحر في بحر من شجن المعاني... إلى كل طريحة مريضة تعصفها الأشجان التي تسكن شرايينها و أوردتها,و تبصر جوارح المارة , ترمي جنين الجروح و يرافقها الانين السرمدي إلى الأبد... إلى كل مناضلة تشغلها هواجس و سهام خفية, تستدعي حلولا لمواجهة العالم و لا تجدها إلا في التعبير و الكلمة و المنابر و الكتابة, حيث الخلاص و المحرر للطاقات المخبوءة, حيث تحرر الروح ,ترفرف طليقة حتى ترسو على بياض الورقة...حينئذ تصب تعبها و غصبها و شغفها عليها...و يفتت الوجع أوصالها, ويشتد مغص المخاض العسير و يخف... فيصيبها وهم الاشتهاء حتى يحصل الإخصاب, وتهيم بين التوتر و رائحة باعثة على الإغماء... لتتيه روحها و جسدها في روعة الخلق بعد تزاوج علائقي بالعالم المعيش و طقوس الممارسات اليومية... يعتبر اليوم العالمي للمرأة مناسبة لاستحضار عطاءات و إنجازات المرأة, بتنظيم مجموعة من الأنشطة احتفاء بالمرأة وانخراطها في المجتمع باعتبارها نصف المجتمع و مربية النصف الآخر, هي فرصة لاستحضار عطاء أديبات و شاعرات أخذن من رحيق الحروف لينسجن قصائد وفسيفساء جميلة لفلسفة الحياة, وانخرطن في لعبة الشعر ليخرجن من شرنقة الصمت و التعبير عما يخالجها من مشاعر,و البوح بما تفيض به أرواحهن من تراتيل... لكن أجدني أحاول جاهدة أن ألقي نظرة لامحة غير فاحصة للمشهد الثقافي بالاقليم, فتؤرقني و تزاحمني أسئلة من قبيل/ هل أنجب إقليمأزيلال أقلاما إبداعية ؟ هل لقلم و كلمة المرأة حيز من الفضاء الإبداعي بالإقليم إلى جانب أشقائها الأقلام الذكورية؟؟ هل استطاعت المرأة في الإقليم أن تغير الصورة الراسخة في أعماق اللاوعي المجتمع الازيلالي و في لاوعي المثقف؟ هل تشارك بإبداعها في المناسبات و الأمسيات الشعرية و في المقاهي الأدبية إن وجدت؟ هل هناك وجوه نسائية تستهويها الكلمة و الورقة, وتنساب مع موسيقى القصيد لتخرج وليدا من شرنقة الذات, وتمارس الهروب إلى الحياة الأخرى و تذوب في عشق الكلمة...تلألئ من تحب و تجاوب,و فوق أشواك الورد تتمرد,و تعصي و تعلن انتماءها للإقليم,وتنسب ثورتها في هذا الزمن العنيف...؟ هل سبق لها أن اعتلت عرش المنصة و تلقي بأشعارها خارقة العادات؟؟ هي أسئلة عالقة, في الوقت الذي يعرف فيه اقليمأزيلال موتا سريريا, وإقصاء و تهميشا من الجهات المعنية...في زمن كثرت فيه القضايا يمكن جعلها مادة للإبداع لكلام مرصع بكثير من الجمال و البيان, في زمن اشتدت فيه حالات اليأس و السخط على المجتمع زو من الإنسان و حضارته...بالإضافة على عوامل نفسية داخلية متصارعة في أعماق الذات...كلها أمور تساعد على انبعاث الدفقة الشعرية و الفكرية... فالحديث عن الحديث عن المرأة و الممارسة الإبداعية, هو حديث عن المرأة كمبدعة كفاعلة كمنتجة للإبداع, وعن مكانة وموقع و أهمية الإبداع النسوي...هذا المصطلح يشوبه غموض و إشكال مرتبط بتخصيص الكتابة بأنها كتابة نسائية, والاخري كتابة رجالية,و هو مفهوم خاضع لمعطيات الوقع الاجتماعي الذي عاشته المرأة, وإن كنت لا أومن بهذا التقسيم, لأن الجنسين معا يتحملان مسؤوليات عن بعث ثقافي و أدبي,و كشف النقاب عن جرح أنثوي و ذكري على السواء...و إن كانت الكتابة النسوية تتميز بوجوه متعددة كالقهر و الاضطهاد و الدونية و الصمت و التهميش و الإقصاء, وتعبر عن همومها و معاناتها و كشف المستور عنه... و الإنتاج الأدبي النسوي المغربي رغم ضعفه , فهو يعرف تراكما كثيرا,أبرز كتابات نسوية شعرا كان او سردا,قدمت تجارب كشفت من خلالها عن خصوصيات الذات المغرية شاعرة كانت أو قاصة او روائية, وتوظيف القضايا الاجتماعية و الثقافية و الوطنية و القومية, وانخراطها في أسئلة المرحلة, وتواصلها مع بيئتها... بصفة عامة, التجربة المغربية الابداعية قليلة بالإقليم بمختلف أجناسها, نجد أسماء رجال:عبد اللطيف الهدار,مصطفى فرحات, عبد الرحيم يونس, احمد أعريان, محمد بوجبير, الحسين الغلابي...و عنصر نسوي واحد متمثل في مليكة مزان....أي ان الصوت الادبي غائب بالإقليم بحكم الهدر المدرسي للفتيات و غياب الإنصاف بين الجنسين في الولوج الى التعليم وهذا التمييز ضد الفتاة متعلق بالتقاليد و الأعراف, واقتصرت فرصة تعليم الفتاة او المرأة في المجتمع التقليدي على المعارف الدينية.... و من اهم المشاكل و التحديات التي يعانيها المبدع و يواجهها: غياب المرأة المبدعة بالإقليم, وبالتالي يغيب صوتها ورؤيتها..أي أن الإقليم ناقص, أعرج, يقتل مبدأ الحوار حين يقصي المرأة في كل المجالات.. عدم قبول المجتمع لجرأة المرأة في تناولها لبعض المواضيع, وهذا يقيد عطاءها و يقمع إبداعها.. محدودية المجالات التي تتطرق إليها كتاباتها و وخمود شعلة العطاء الأدبي لديها بسبب النقد الموضوعي من تجربتها الإبداعية. غياب الدعم المادي من قبل الجهات المسئولة بحكم أن الشباب يجب دعمهم و تشجيع إبداعهم... إهمال الجهات المهتمة و الساهرة على الحقل الثقافي و الأدبي للمبدعين و المبدعات. غياب الدعم من الأسرة و المؤسسات التعليمية و القطاعات المسئولة... العنصرية في الإبداع , بادعاء أن إبداعات المرأة معقدة و خيالية بعيدة عن الواقع, الأمر الذي يجعلها تكتب في صمت دفين بسبب التهميش و الإقصاء.. دور النشر التي تفتقر الى قوانين ضبط, وتتعامل مع الكاتب كسلعة تختار فقط ما يحقق لها الربح, وارتفاع ثمن الطباعة... غياب القراءة و القراء لطغيان المواقع الالكترونية... فالأديب المبدع بالإقليم يعيش في الظلام دامس, يخيمه النسيان و الإهمال و المعاناة...و كل هذا يصبه على الورقة مدادا, ماءا, سما,دما, رحيقا, علقما... و رغم كل هذه الحواجز تمكنت بعض التجارب الإبداعية الشابة استطاعت أن تضم أسماءها بإصرارالى داخل الحقل الثقافي بإرادة قوية في غد مشرق يحتفي بالحرف و يشجع أقلام المستقبل سواء في المنابر الورقية من الجرائد و المجلات أو المواقع الإلكترونية.. لذا, ينبغي رد الاعتبار للإنتاج الأدبي الإبداعي, كيفما كان نوعه في مجال الشعر,القصة,الرواية والمسرح, الرسم, الغناء...الإقليم....و تحسيس أبنائه بهويتهم الإبداعية و إسهامهم في مضمار الحقل الثقافي المغربي بكل أجناسه,و الدفاع عن الهوية الثقافية و والغوص في تجاويف الذاكرة للإقليم لجمع النصوص للتعريف بالأصوات الإبداعية الشعرية العربية و الأمازيغية على السواء…