تحل اليوم الذكرى الثالتة لانطلاق حركة 20فبراير ,الفكرة المغربية التي بنيت على نضال الشعب المغربي الممتد ,و استلهمت من الحراك العربي الذي كان يهز كيان دول عربية بعد ان اوقد محمد البوعزيزي في مدينة سيبدي بوزيد المغبونة شرارته بعود ثقابه واهدى روحه لكي ينبعث الامل في غد افضل . تونس الخضراء كانت حاملة المشعل بثورة الياسمين بعد ان اطلق مواطن تونسي حر يتنفس نسائم الحرية لاول مرة عبارته الشهيرة “بن علي هرب,تونس حرة ..”,لكي تختلط الاحداث وتتبلور التصورات وتتصارع الايديولوجيات قبل ان يصل الجميع بعد توافقات وتنازلات الى وضع تصور لدستور جديد ربما سيضع تونس اخيرا على سكة الديموقراطية . ثم تتلقف بلاد الفراعنة هبة النيل مصر ,المشعل لاسقاط نظام العسكر الذي حط على هده البلاد منذ 1952 وكثم الانفاس وزج بالمعارضين في غياهب السجون ,وأستولي على مقدرات الشعب المصري الطيب ويصبح الجيش هو الدولة والدولة هي الجيش ولا شيء غيره ,ايدي وارجل هدا الاخطبوط امتدت الى كل شيء ,من الاقتصاد الى الاعلام مرورا بكل شيء يسير ويدب فوق ارض مصر ,تعاقب “رؤساء” ببدل عسكرية لكن مصبوغة بطلاء مدني ,بدأ من عبد الناصر الى السادات وانتهاء بحسني مبارك ,هدا الاخير الذي كان يهيء الاجواء لتنزيل ابنه مكانه فيما يشبه توريث ,لكن الشعب المصري الذي يعيش جميع صنوف القهر والتهميش والفساد تنسم نسمات الحريات التي كانت تأتيه عبر المارد الازرق والقنوات العالمية ,فهب الشعب بقيادة شبابه يوم 25 يناير لكي يكسر القيود ,لم تمضي ايام معدودات حتى اعلن عن تخلي مبارك على منصب الرئاسة تحت وقع هدير ميدان التحرير الذي غص بملايين الحناجر الثواقة الى العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية . مصر مركز ثقل العالم العربي الدولة الاكثر تأثيرا في الشرق الاوسط ,كانت اعناق الحكام العرب تشرأب الى ما يجري بهده الدولة الكبيرة ويميلون مع ميل الموجة خوفا على كراسيهم . اختلطت الاحداث وتصارعت وتجادبت الاطراف لكن العسكر ضل ماسكا بخيط الاحداث بحكم انه يمتلك جميع مفاصل الدولة ,كان تيار الاخوان المسلمين هو المنافس المنظم الوحيد الذي يزعج دولة العسكر ,نظمت انتخابات رئاسية ,فاز بها واحد من صقور هدا التيار ”محمد مرسي” ,العسكر كان يراقب الوضع عن كثب فيما الادارة الامريكية كانت تساير كل طرف تصعد اسهمه , ولكن عينها كان دائما الى جانب حليفتها اسرائيل,ثم اخراج دستور صوت عليه المصريين ,لكن ما لبث العسكر ان نفد صبره فقلب الطاولة على الجميع فازاح الرئيس المنتخب واغلق قوس الثورة المصرية المجيدة ,بتمويل من دول الخليج التي تخاف نسائم الحرية اكثر مما تخاف اي شيء اخر . لنعد الى المغرب حيث اخد المشعل شباب في عمر الزهور اسوة بنظرائهم في تونس والقاهرة والمنامة , وطرابلس, واستطاعوا اخراج اكثر من 54 مدينة على امتداد خريطة المغرب لم تستطع ولن تستطع اي من الاطارات الحزبية او النقابية او الجمعوية فعلها , وانخرطت فئات شعبية في هده الهبة لانها كانت ترى فيها الخلاص من الفساد والاستبداد الدي تعيشه المملكة السعيدة . رفعت شعارات و وضعت ارضية لهدا الحراك من قبيل ملكية برلمانية ,انتخاب لجنة لوضع دستور ديموقراطي ,فصل السلطات ,اقرار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة , ومحاسبة رموز الفساد . تراجع المخزن خطوة الى الوراء ,جاء خطاب 9 مارس ووضع لبنات الدستور الذي قاطعه البعض وأيده اخرون ,جاءت الانتخابات فاز حزب العدالة والتنمية واستغلت عذريته السياسية من اجل تهدئة الشارع ,وتحقيق الاسثتناء الدي غالبا ما تغنت به السلطة في المغرب. حركة 20 فبراير المجيدة حركت البركة الاسنة ,كسرت عدة طابوهات , وجاءت بنتائج مست الحياة السياسية المغربية ,نزعت ورقة التوت عن النخب سواء الثقافية او السياسية واظهرت مدى انتهازيتها ومحاولتها الركوب على صرخات المواطن العادي البسيط في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية . من يحتقر ويستهين بدور حركة 20 فبراير فهو يراهن بشكل انتهازي الى ان تتحقق المكاسب ثم ينقض عليها ويظهر فالصورة , حركة 20 فبراير فكرة ومجموعة افكار تحيي الامل في بناء دولة ديموقراطية على اسس صحيحة ليست ملك اشخاص او فصيل , هي امتداد لتضحيات الشعب المغربي الثواق الى الحرية قد تتقاطع مع افكار وقد تتناقض معها لكنها تبقى حلما سيثم تحقيقه ان آجلا او عاجلا