لقاء يجمع وهبي بجمعية هيئات المحامين    نهاية أزمة طلبة الطب والصيدلة: اتفاق شامل يلبي مطالب الطلبة ويعيدهم إلى الدراسة    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    هولندا.. إيقاف 62 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بشغب أحداث أمستردام    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا ابتداء من 11 نونبر الجاري بالرباط    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكومة "الضرب" لصاحبها الحاج بنكيران وشركاؤه

" لقد أعطينا للمعلم : راتب وزير وحصانة سفير وإجلال إمبراطور "
جواب رئيس وزراء اليابان عندما سئل عن أهم أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير .
" الضرب " بمعانيه المختلفة الحقيقية والمجازية هو السمة المميزة لهذه الحكومة التي اكتسبت مهارة عالية في الضرب و تتوفر على تشكيلات متنوعة منه معدة لجميع الأنشطة والمواقف وهي على أهبة الاستعداد الدائم لتقديم خدماتها في مجال ضرب المواطنين الذين يرفعون عقيرتهم بالاحتجاج السلمي ...بل و يعترف لها بأنها تفننت في إدخال تحسينات على معايير تطبيق الضرب الموروثة عن العهود البائد ة .
فحكومة الحاج بنكيران وشركاؤه مختصة في :
1- ضرب القدرة الشرائية لفئات واسعة من الشعب المغربي حيث بالإضافة إلى الزيادات المتتالية في المحروقات التي انطلقت من السنة الماضية، سجلت في فواتير الماء و الكهرباء و تذاكر السفر ارتفاعا صاروخيا ، كما تلقى المواطنون صفعات متتالية تمثلت في الزيادة التي عرفتها أسعار مواد لها علاقة حيوية بالمعيش اليومي للمواطن كالشاي والسكر وحليب الأطفال الذي عرف زيادة 7 دراهم دفعة واحدة وكأن الحكومة تريد أن تعودنا على رضاعة الزيادة منذ نعومة أظافرنا ، وغيرها من الزيادات في جميع المواد الأساسية والتي عمقت التفاوت الاجتماعي بين مختلف فئات الشعب المغربي و عجلت بانضمام الطبقة المتوسطة الى الفئات المعدمة والمحرومة ، وارتقت بفئة الأثرياء والمحظوظين الى مراتب الترف والبذخ الفاحش .
2- ضرب عرض الحائط بالوعود والتعهدات و " الضرب " هنا مجازي و يعني الإهمال والإعراض والاحتقار . فحكومة بنكيران لم تنفذ أي شيء من وعودها وتعهداتها لا في حملاتها الانتخابية ولا في برامجها الحكومية و لم تحقق أي خطوة في مجال محاربة والفساد بدليل تراجع المغرب في التصنيف العالمي للفساد والرشوة إلى المرتبة 91 بعدما كان يحتل الرتبة 88 في السنة الماضية والرتبة 80 سنة 2011 من أصل 177 دولة شملها تقرير منظمة الشفافية العالمية. كما لم تستطع ترجمة شعارها المركزي الذي رفعته وهو محاربة الفساد الى واقع يلمسه المواطنون ، و لم تقم بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي وعدت بها ، و اقتصرت على اطلاق فقاعات سياسية وإعلامية- سرعان ما تبخرت- من قبيل نشر لوائح المستفيدين من الكريمات المرتبطة بالنقل الطرقي رغم انها لم تقو على الذهاب بعيدا في نشر رخص الصيد في أعالي البحار وكريمات النقل المتعلقة بسيارات الأجرة الصغيرة ومقالع الرمال ورخص استغلال الملك العمومي، بل بالعكس استمرت خطط النافذين في الترامى على الملك العمومي البري و البحري لإقامة مشاريعهم ، في ضرب واضح لمبدأ تكافؤ الفرص والحكامة الجيدة وتكريسا للإثراء بلا سبب. وأظهرت الحكومة عجزا بينا في وضع خطة متكاملة للحد من الريع و تحويله إلى استثمار منتج بل ان الحكومة كرست هذا الفساد بسبب اقدام بعض وزرائها على تعيين أقاربهم وأعضاء من أحزابهم في المناصب السامية ، و لم تستطع منع السلطات السياسية من المزاوجة بين السلطة والثروة...
إن شعار رفعته ميزانية سنة 2014 هو التقشف ، نعم التقشف على مصالح الطبقة الكادحة والمقهورة التقشف في بناء المدارس والمستشفيات التقشف في توفير مناصب الشغل للمعطلين الذين يضربون كل يوم امام البرلمان با حسرة ، زالتقشف لن يطال طبعا من راكموا الثروات على حساب املاك الشعب ومقدراته فلا احد قادر على إجبارهم على أداء ما بذمتهم من مستحقات مادية لخزينة الدولة ، كما أن الحكومة اخلفت وعدها بمراجعة العلاقة بين وضع أعلى الأجور وأدناها كما هو معمول به لدى الدول الديمقراطية ...غير أنها فالحة في تضريب (من الضريبة) الفلاحين وفي تسفيه أحلام الفقراء الذين وعدهم بنكيران ذات يوم ب 1000 شهريا وحثهم على الاسراع بفتح حسابات بنكية لهذه الغاية ، بل وبشر الشعب كله بتخفيض اثمنة الدواء بما لا يقل عن 85% و ها نحن في السنة الثالثة من عمر هذه الحكومة ولا شيء من وعود عرقوب تحقق .
وللإشارة فقط ، فقد بلغ حجم ما تصرفه الحكومة سنويا على 115 ألف سيارة حكومية مبلغ 10 ملايير درهم في الصيانة و المحروقات والتأمين ، في حين ان اكبر الدول الديمقراطية لاتتعدى فيها سيارات الدولة 7000 سيارة ، والآن فليسمح لنا الحكومة أن نضرب لها مثلا : فالسيدة رئيسة مالاوي وهي دولة صغيرة وفقيرة في افريقيا تسلمت البلاد وهي في ضائقة اقتصاديه خانقة والجوع يعض ملايين المالاويين فاتخذت الإجراءات التقشفية التالية :
أ‌- بدأت بنفسها حيث خفضت راتبها بنسبة .%30.
ب‌- باعت 35 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها.
ت‌- ألغت حوافز ومخصصات كثيرة من الوزراء والمسؤلين الكبار.
ث‌- قلصت عدد الموظفين بالسفارات والقنصليات.
ج‌- باعت الطائرة الرئاسية لأطعام مليون جائع.وتسافر هي وباقي الموظفين السامين عبر الخطوط العادية كأيها الناس ...
3- ضرب الصفح عن الحوارالاجتماعي (و الصفح هو جانب الخد ) ومعناه ان الحكومة أعرضت عن الحوار الإجتماعي وتناسته وأبعدته من حساباتها ، وأولته صفحة خدها ، رغم أهميته كوسيلة تواصل بينها والباطرونا وممثلي الشغيلة للتعرف على وجهات نظر مختلف هذه الأطراف والبحث عن إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة بتوافق يراعي التوازن بين إمكانيات الدولة وتطلعات المجتمع بهدف الحد من الفوارق الاجتماعية العميقة والقضاء على مختلف أشكال التفقير والتهميش والإقصاء من خلال الرفع من الأجور الهزيلة التي لا تلبي الحاجيات الأساسية لفئات واسعة من الشعب المغربي بسبب غلاء المعيشة وإعادة النظر في العبء الضريبي المسلط عليها وتحريكها بشكل مستمر بالموازاة مع مستوى المعيشة و توفير الشغل للعاطلين لتفادي حدوث أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة تنذر بالتحول إلى كارثة اجتماعية خطيرة... وحتى نكون منصفين فالحكومة تريد الحوار ، لكن تريده حوارا فارغا و صوريا لأخذ الصور للاستهلاك الإعلامي في حين ان عموم المأجورين ينتظرون من الحوار نتائج ملموسة تحسن أوضاعهم المعيشية ، يتطلعون الى تحسين التغطية الصحية والاجتماعية، ويريدون وضع حد للإجراءات الضريبية التعسفية المسلطة على رواتبهم الهزيلة...و..و...ولائحة المطالب طويلة . ولم تقتصر الحكومة على ضرب الصفح عن الحوار بل انها أخلت بالتزامات الحكومات السابقة كاتفاقية 26 أبريل و محضر 20 يوليوز وغيرها .
4- ضرب الحرية النقابية إن الإضراب الذي تحاول الحكومة منعه بشتى الوسائل هو حق دستوري، وفي المغرب له حمولة كبيرة على خلاف كثير من الدول. وذلك أن الطبقة العاملة المغربية ضحت بأرواحها أولا للمطالبة بالاستقلال في الإضرابات التي دعت اليها النقابة إبان الاستعمار وثانيا لنضالها المرير والمستميث من اجل التحرر من هيمنة الاقطاع وجبروت المخزن خلال سنوات الجمر والرصاص وذهب كثير من النقابيين ضحية وقوفهم في وجه السياسات اللاشعبية للحكومات المتعاقبة على الحكم .
كل الدساتير المغربية المتعاقبة، منذ سنة 1963 إلى دستور 2011 ، نصت على أن حق الإضراب مضمون ،
لذلك فان الاقتطاعات التي تباشرها الحكومة من رواتب المضربين تعد ضربا لحق يكفله الدستور.ويعتبر تعديا على حقوق الشغيلة المغربية وهجوما على مصالح الطبقة العالمة، وضربا لحقوقها المشروعة ومسا بالمكتسبات التي راكمها النضال النقابي والحقوقي والديموقراطي بالمغرب على امتداد العقود الماضية.
5- ضرب نساء ورجال التعليم وعموم المحتجين
لا توجد ثقافة في العالم - فيما أعلم- تجاهر بغير تبجيل " نساء ورجال التعليم " ، الا ثقافة حكومتنا الموقرة التي تؤمن بأن تبجيل نساء ورجال التعليم بصفة خاصة و المحتجين بصفة عامة يكمن في ضربهم لانها تعتقد بأن " الضرب " وسيلة ناجعة مطلوبة أبانت عن فاعليتها المذهلة في تكميم الافواه ومصادرة الحقوق . لذلك سلطت حكومة بنكيران وشركاؤه قواتها الضاربة( ضاربة هنا تعني المدربة والمسلحة بآخر المعدات المخترعة في مجال القمع ) من شرطة وقوات مساعدة لضرب أجساد نساء ورجال التعليم وركلهم و رفسهم والحاق أضرارا جسيمة بهم ومطاردتهم في الشوارع ونعتهم بأحط الصفات والنعوث .
ان ما تعرض له نساء ورجال التعليم من قمع وحشي وهمجي من قبل قوة القمع المخزني امام البرلمان وامام مديرية الموارد البشرية بعد دخولهم في إضراب مفتوح منذ 09 نونبر 2013 دفاعا عن حقهم في الترقية وتغيير الإطار بواسطة الشهادات إسوة بزملائهم سابقا و ما تشهده المدن والقرى المغربية من انتهاك واضح للحق في التظاهر السلمي ، والحق في حرية الرأي والتعبير ، والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي ، وما نتج ذلك من أضرار مست السلامة البدنية للاساتذة والأستاذات ومنهن الحوامل وما لحقهم من إهانة ومعاملة تحط من كرامتهم، ضرب واضح لالتزامات المغرب في مجال حقوق الإنسان و على بعد أيام من اليوم العالمي لحقوق الإنسان و خرق سافر للمادة 26 من دستور 2011 التي تنص على أن حرية الاجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي مضمونة وأن حق الإضراب مضمون ،ولاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او اللا إنسانية أو المهينة التي اعتمدتها الجمعية العامة في 9 ديسمبر 1975، و المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
إن ضرب المتظاهرين ليس الا تعبيرا متخلفا بل وبدائيا عن فشل الحكومة في الاستجابة لمطالبهم المعقولة ودليلا قاطعا على الهروب إلى الإمام بسبب العحز عن الجلوس إلى مائدة الحوار .
ولكن وحتى نكون منصفين فهذه الحكومة لا تريد بهذا الضرب الا الخير والمعروف لنساء ورجال التعليم فهي قد اعتمدت في ضربكم على ما جاء في كتب تاويل الأحلام لابن سيرين والطرابلسي من أن "الضرب خير ومعروف يناله المضروب ، وأن من راى أن ملكا يضربه فإنه يكسوه فإن ضربه على ظهره فإنه يفي دينه، وإن ضربه على عجزه فإنه يزوجه، والضرب وعظ ، والضرب دعاء وقيل الضرب والجلد يفسران على أن الضارب يعلم المضروب الأدب....." من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين ، فماذا تريدون أكثر من هذا ؟ فهذا الضرب فيه خير.. و..معروف ...و..وعظ ...و....دعاء ، وفوق هذا وذاك كسوة لكم ...
6- ضرب الأخماس في الأسداس تطلق هذه العبارة على الرجل الذي لا يدري من أمره شيئا بسبب الحيرة الشديدة والارتباك والدهشة والتعجب بسبب شئ ما طارئ أدى به لهذه الحالة فهو يضرب أخماساً فى أسداس أي لا يدري كيف يتصرف بمسألة معينة وهذا بالذات هو حال هذه الحكومة فهي مندهشة ومشدوهة أمام ما يقع في المجتمع ولا تعرف ماذا تقدم ولا ماذا تؤخر، فلا هي طبقت برامجها ولا هي نفذت برامج الحكومات التي قبلها . كما ان هذه العبارة تضرب كذلك للشخص "المَكَّار"، الذى يريد أمراً ويظهر غيره. وهو ما ينطبق تماما على هذه الحكومة التي تدعي وجود أزمة ولكنها بالمقابل وعلى المستوى الفعل فهي تحتفظ في ميزانياتها بأجور عليا هي من أعلى الأجور في العالم ، وتستمر في إغداق الإكراميات والتعويضات السخية ، وتطلق يد الاستثمار دون مراعاة آثارها على المنافسة وهي تدعي الدفاع عن الفقراء وهي غير قادرة على ارغام المتنفذين على أداء ما بذمتهم من مستحقات لخزينة الدولة وعاجزة عن توقيف نزيف اموال الشعب التي تهرب بالملايير إلى خارج البلاد . فهل بربكم من يعاني الأزمة يخصص مخصصات عينية فارهة لموظفيه السامين وللبرلمانيين والوزراء ويعتمد لهم تقاعدا مريحا عن دورة انتخابية يساوي عشرات أضعاف ما يتقاضاه متقاعد كد واجتهد لأكثر من أربعين سنة؟؟ ولا زلت الحكومة تصر على تشغيله بعد الستين حتى يلقى ربه فوق كرسي مكتبه أو أمام سبورة قسمه ليسد عجزا في صناديق ضاعت أرصدته بسبب النهب أو بسبب سوء التدبير !! وهل من يعاني الأزمة يهدر أموال الشعب بملايير الدراهم لتشجيع الرذيلة ؟؟ 8 ملايير و 600 مليون ميزانية مهرجان مراكش السينمائي منها 250 مليون لعادل امام مقابل حضوره لساعة واحدة فقط لا غير ، و 6 ملايير تكلفة مهرجان موازين كل عام هذا حسب التصريحات الرسمية اما ما خفي اعظم ، أليس هذا ضربا من الجنون . آش خاصك ألعريان؟ الخاتم أمولاي !
7- ضرب الحديد الساخن من المعلوم أن الحديد لا يتمدد ويكون مطاوعاً للمرء ليحوله إلى الشكل المطلوب إلا إذا ضرب وهو ساخن.. وحكومة بنكيران لم تضرب الحديد وهو ساخن بمعنى انها لم تغتنم الفرصة الذهبية التي اتاحها لها الشعب المغربي ابان الربيع العربي لتحقيق الغايات المنشودة ولم تحقق الامال التي كانت معقودة عليها في محاربة الفساد والفقر والنهوض بالصحة والتعليم ..و.. و بل تركت الحديد حتى صار بارداً وفاتراً وصعب ضربه و تطويعه الى الأوضاع المرجوة ، وتحول الضرب من الحديد الى أجساد المواطنين عملا بالمثل الأمازيغي الوارد في إحدى الأغاني الخالدة لمجموعة ازنزارن : " إروم واكوز اوزان يفتين اقوراس ماخ ادو ريدو واكوز دار اباون ارخانين " ومعناها ترك الأمور التي تطلب الجهد والتضحية الى الأمور اليسيرة التي توجد في متناول اليد.
8- بقراءة سريعة للسيرة الذاتية cv لهذه الحكومة ومنجزاتها وهي مجردة من أية مساحيق ورتوشات يتبيّن لنا أننا لم نصل بعد إلى ما يستحق عليه المغرب وصف "الإسثناء " الذي نجتره باستمرار على نحو من الفخر والسمو وصل أحيانا إلى حد الزهو ،الزهو الذي يدعو إلى الاشمئزاز، لقد تريث الشعب قبل إصدار الحكم على أداء حكومة بنكيران و منحها الوقت الكافي لمراقبة مدى التزامها بتعهداتها و أداء المهام التي اوكلها اليها الدستور الجديد ، ولكن يبدو ان الضرب من حديد على ايدي الفاسدين وناهبي المال العام الذي وعدت به تحول الى الضرب بالحرير او " الشفنج " بالعبارة الشهيرة " عفا الله عما سلف " مما جعل المواطنين يمتلئون غيظاً وحزناً على الثروات المنهوبة بأيدي الفاسدين، كما تحولت الوعود المعسولة الى ضرب من الخيال .
9- ضَرْبُ خط الرَّمْلِ : ( وهي طَرِيقَةٌ لِقِرَاءةِ الْمَجْهُولِ بِالإعْتِمَادِ عَلَى رَسْمِ خُطُوطٍ فِي الرَّمْلِ و يسمى كذلك بالخط الزناتي لان شيخا من زناتة كان ضالعا فيه و اختصره ليكون سهلا ). فهل ستقوم هذه الحكومة بالقيام بالمهام التي اوكلها إليها الشعب وهي محاربة الفساد وتوفير حاجيات المواطنين والإستماع إلى أنينهم أم أنها ستستمر في إلقاء مسؤولية فشلها على الأشباح و وتعكف على ضرب خط الرمل لعل العفاريت تفك طلاسيم معضلات هذا الشعب ،و هل سيتحول الاستاذ بنكيران الى :" الرجل الضرْب " (والضرب من الرجال هو : الماضي في الأمور ، الخفيف في قضاء حاجات الناس ).وينزل من برجه العاجي ويضرب موعدا مع التاريخ أو سيستمر هو وحكومته كان الله ضرب على آذانهم (أي بعث عليهم النوم فناموا ) فضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا " سورة الكهف الآية 11
وفي الختام: قال الله تبارك و تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة الزمر الآية 29 :
" ضَرَبَ 0للَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً 0لْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ "
نعم، لا يستوي عبد يتنازعه عدة أسياد، وعبد مِلْك لسيد واحد، كما لا يستوي التوحيد والشرك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.