أصبح الاعلام في عصرنا هذا وفي عالمنا هذا هو مرأة الحقيقة أمام الملأ ،وأصبح معيار الحدث والحدث الآخر ،وأصبح مصدر الخبر، وأصبح العقل الانساني ألعوبة الأبواق الاعلامية وصناع الخبر والحدث ، وأصبح العالم يتزلزل بسبب الاعلام المظلل والفتاك والذي يعتبر في أساسه سلاح أعداء الحب والسلام ، وأعداء الانسانية، وأعداء الحضارة الاسلامية السالمة والمسالمة. وما الاعلام سوى سياسة اتخذها الصهاينة وبنوا صهيون وخدامها وعبادها للسيطرة على التحركات الانسانية فوق هذه الأرض المجيدة تحت شعار" النظام العالمي الجديد" الاتصال السريع اللامحدود، والتحكم في عقلياتها عن بعد بدون صعوبات وبلا عراقيل. لقد أصبح اعلام اليوم المهدد الاكبر لحياة الانسان ولما لا نقول لحياة الانسانية جمعاء في هذه الارض الشاسعة، لأنه يبني ويصنع الحدث من أجل الربح وليس من أجل الحقيقة ومن أجل الخبر الصحيح والحقيقي. إن عقل الانسان اليوم لم يدرك بعد معنى صناع الخبر عوض نقل الخبر كما هو، فوراء كل جريدة وكل وصلة اعلامية، ووراء كل قناة من القنوات العالمية صناع الخبر والحدث وليس كما قلنا ونقول نقل الخبر الحقيقي كما هو دون زيادة ونقصان ان حياة اليوم والغد مهددة بخطر صناع الخبر الدين يستعملون جميع الكلمات وجميع اللغات لصنع الخبر ولنقله كما يريدون ولا احد يدرك حقيقتهم وحقيقة من يكونوا وبماذا يرتبطون ولصالح من يعملون ،نعم ولصالح من يعملون ألصالح الصالح العام؟ ام لصالح مجهول يتحرك بخفاء مند امد طويل؟ انظروا حال سوريا ومصر وغيرهم من الدول التي تعاني معاناة بسبب الاعلام وابواقها الاعلامية لما وصلت بهم الوقاحة هدا الحد من التلاعب بعقول الانسانية . ان ضجيج الابواق الاعلامية يعم كل مكان حتى تلك القرية الصغيرة التي كنا نعتبرها منعزلة عن العالم الخارجي ،تلك القرية التي يعمها الهدوء الطبيعي الساحر والناعم والجذاب ،لقد حل محله ضجيج الكوابس الاعلامية الفتاكة التي لم يستطع احد الافلات منها، ومن كوارتها العالمية . فالاعلام بشيوخه ومريديه يرتكب جريمة لا ولن تغتفر، جريمة في حق الانسانية والبشرية والكون، جريمة مبنية على التظليل النفسي والتلاعب العقلي، مبنية على الخداع والنفاق والتزوير والتزييف والإمعة من اجل الربح، انه مجرم رأسمالي يبيع ويشتري في الخبر الحقيقي ويضع موضعه الخبر المزيف حسب الصفقات المبرمة . وتفاديا منا للوقوع ضحية هذه الجريمة البشعة، وفي ايدي اولائك المجرمين يجب علينا ان نعمل (بضم النون ) عقولنا النيرة في التأكد من صحة الخبر والخبر الآخر، لنبحث عن الحقيقة داخل الخبر والخبر الاخر،لنبحت هنا وهناك ولا نحكم على ذا أو ذاك من داخل الخبر المصنوع، لنتعامل مع الخبر بالعقل الدي انعم به الله علينا وكرمنا به على باقي المخلوقات، لنعتبر الخبر اشاعة يجب التأكد من صحتها ومن كذبها في الوقت ذاته. وأخيرا وليس آخرا لنأخذ الحيطة والحذر من الشاشة الشيطانية التي نرى فيها فتنة لمجتمعاتنا ولعائلتنا ولانفسنا ولابنائنا، ولنكن عقليين في التعامل مع هذه الفنتة التي توجد في كل مكان وداخل الاسرة الوحيدة والواحدة، وليكن في علمنا وفي علمكم ان من صالحنا ان نعلم ان الاعلام بغزارته لا يبحت عن الاصلاح وانما يبحت عن الربح والاستتمار في المال عن طريق التلاعب بالعقول النيرة . ولنعلم معا ان الاعلام ما هو الا سلاح الاغبياء المتزمتين، اولائك الدين يريدون السيطرة على العالم بمعنى اخر السيطرة على عقول الانسانية وعلى انسانية الانسان وجعلها بهيمة تنهج فلسفة الحيوانات في الحياة المبنية على الافتراس وعلى قانون الغاب وعلى الصراعات المبنية على القتل والنهب والظلم والاستبداد .... ان تضليل العقول هو على حد قول باول فرير " اداة للقهر" فهو يمثل احدى الادوات التي تسعى النخبة من خلالها الى تطوير الجماهير لاهدافها الخاصة. ويضمن المضللون النأييد لنظام اجتماعي لا يخدم في المدى البعيد المصالح الحقيقية للاغلبية، وعندما يؤدي التضليل الاعلامي للجماهير دوره بنجاح ،تنتفي الحاجة الى اتخاد تدابير اجتماعية بديلة . كاتب المقال : محمد الازرق