دعوني أجن وأكتب على من؟...على المملكة العربية السعودية. اخترت الحديث عن بلد التناقضات والمفارقات العجيبة حيث الفرد يفكر بعقول المشايخ وينسى أن له عقلا يميز بين الجميل والقبيح والصالح والطالح والحلال والحرام...لعلها ، وبلا محالة، أعراض الفكر الوهابي !!! دعوني أجن وأكتب على شعب يحمل الصفر فوق رأسه ويبرره بتصرفاته من قبيل إعلان الحرب على من يصفونهم "بالكفار" ولا يجدون حرجا في التبعية لهم في كل شيء. فهم يستعملون صناعاتهم التكنولوجية ويبيعون لهم بترولهم مقابل العيش حياة البذخ وإخوانهم من المسلمين في الصومال يموتون جوعا....كذا !!! دعوني أجن وأكتب على مملكة ذكورية تحرم المرأة من أدنى حقوقها بدعوى أنها لا تخرج إلا لثلاثة. مرة من بطن أمها وأخرى من بيت أهلها إلى زوجها والثالثة إلى قبرها ...فأستشيط أنا غضبا عند سماعي لهذا الكلام فقلت لا بارك الله في هذه الأيام .ولا أعاد تلك التقاليد الجائرة في حق البشرية. دعوني أجن وأكتب على بلد تقول فيه المرأة أنا عورة وسأذهب إلى سورية لجهاد المناكحة في المقابل نظيرتها اليابانية تقول أنا إنسانة وأرغب في غزو الفضاء قصد الاستكشاف...أنصحك يا يابانية وأقول لك أنه لا فائدة من الإقناع بالعقل لمن يمسك بمضلة الجهل. كان الله في عونك يا من يفكر بعقول المشايخ وينفي عقله باسم الغريزة غير القابلة للتزعزع. دعوني أجن وأكتب على شعب يرفض الاختلاط في الحافلات وفي الأماكن العمومية ويسمح بتنامي ظاهرة الشذوذ والسحاق بين النساء المحرومات اللواتي يجدن راحتهن في جلساتهن التي تطبعها نون النسوة منغمسين بذلك في عالمهن الخاص بعيدا عن الرجال الذين يشكلون بالنسبة لهم عالما لا يتقاطع معهن إلا في أضيق الحدود. وبالتالي يبقى الاختلاط مغامرة غير محمودة العواقب. دعوني أجن وأكتب على مجتمع يمنع فيه الرجل من دخول محلات الملابس رفقة زوجته، في حين تدخل النساء إلى هذه المحلات للشراء من الرجال العاملين بها. الشيء الذي يشكل نقطة فارقة من المفارقات الغريبة والرجعية التي تعيش على وقعها هذه المملكة حيث توجد مكةالمكرمة. والتناقض هنا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. دعوني أجن وأكتب على بلد أنعم عليه الله بالبترول وأموال أمريكا التي عرفت كيف تستغل سذاجة هذا القوم. ولولاها هي لأصبحوا يقطنون الخيام ويرتدون جوارب المسد بعدما ألبسوا المرأة النقاب ولبسوا هم غطاء الجهل على عقولهم. دعوني أجن وأكتب...لكني لا أريد أن أجن فنعمة العقل تهمس في أدني وتقول لي إن أجل هؤلاء لقريب. خالد ملوك* أستاذ ومترجم