من هم الطوارق؟ إنهم امازيغ الصحراء...... الطوارق" ايموشاغ" الرجال الملثمين من قبائل "زناكة" أو صنهاجة حسب النسابة ابن خلدون وزناكة أو أزناكن تعني الأسمر ،ومنهم ملوك الدولة المرابطية -1062م-1146م-واهم قبائلهم " لمطة-ٳِلَمْطينْ- مسوفة-إيمْسوفْنْ-كدالة –إكْدالْنْ-وهم بطن من بطون الامازيغ كالمصامدة –إمْصمودْن –وزناتة-إزْناتْن-ويرجع أصل تسميتهم حسب الباحثين إلى منطقة ورغة جنوبمراكش حيث توجد منطقة تاركا- لكن الاسم الذي يعرفون به هو ايموشاغ او ايموجاغ،والتي تعني الرجال النبلاء الأحرار. يعرفون أيضا بالرجال الزرق او الملثمون ..يكتبون ب تفيناغ والتي تحتفظ منطقة ازواد بحروفها ورموزها الإيحائية وهم أحفاد النوميديين . مجالهم الجغرافي واسع يمتد من الحدود الموريطانية غربا إلى حدود التشاد شرقا ومن جنوب نهر النيجير إلى شمال مدينة غردايةبالجزائرية ،كما تسكن فرق منهم بالمغرب "التواركة" وفريق منهم بتونس. وكل مناطقهم بالصحراء عبارة عن واحات وأودية وتشمل جبال "تاسيلي والهكار واييرواضغاغ أو ادرار أو ازواغ أو ازواد.أهم مراكزهم التجارية ،تيندوف- تودني تمنارست أو تٓمْنغٓسْت تِنْبكتو. وحسب الباحثين فالمجال الجغرافي للمثونة "ايلٓمْطِن"يتمركز في الوسط المحاذي للسودان وسكنوا جبل أدرار المعروف بجبل لمتونة وفي الشمال المتاخم للسوس . أما مسوفة "ايمْسوفْن" فمجالهم الجغرافي يربط بين سجلماسة وغانة عبر درعة. كدالة "اكدالن"فقد نزلوا بالغرب منتشرين على الساحل الأطلسي حتى أوْليلْ وقد تكون هي جماعة الكيتولْ او الجيوتولْ.. ارتبطت هده المراكز تاريخيا بحوض المتوسط ،فالتحكم في الفضاء الصحراوي والفضاء المتوسطي كانت دعامة أساسية للدولة المغربية التاريخية وشرط أساسي لمواجهة قوى الضفة الشمالية للمتوسط والتي تجعل هي الأخرى التحكم في هده الدعامة أساس للسيطرة على المغرب ،ويعتبر الشريط الممتد من مليلية"روسادير" في اتجاه زيز وغريس وصولا الى تِنْمبوكتو وغاو من أغنى المناطق من الناحية الاركيولوجية والانطربولوجية .كان ميناء" بوحوت" على الضفة اليمنى لنهر "ملوشة" ملوية وميناء مليلية والناضور من الموانئ التاريخية المستقبلة للمواد المتعددة القادمة من الصحراء الذهب الفضة النحاس البرونز وقد تحدث المؤرخ الروماني "ستيفان البيزاكيني عن مدينة "كالكيا" المعروفة بمدينة النحاس كأهم المدن الرابطة بين الشمال والجنوب. ارتبطت ضفة المتوسط بالصحراء عبر مجموعة من الطرق التجارية خاصة، وشيد الإنسان قديما هده المسالك على عنصر الماء الذي قد يكون بئر حفره بنفسه،وحسب الباحثين فقد حفرت سلسلة من الابارات تبدأ من "تامْدولت حتى، اوداغُشْتْ" أوتشيد الطرق قرب عين مائية أو نهر. وشرط الماء هدا ضروري و هو أيضا،نقطة التقاء الطرق ومفترقها وعلى هده النقط نشأت التجمعات البشرية .ويعود الفضل إلى مؤرخي العصر الوسيط الدين أبدعوا في الجغرافية المجالية والجغرافية الطبوغرافية فالمسالك والممالك عامة تجمع بين المسح الطبوغرافي والمجالي والبشري والكرطوغرافي التصويري.وقد وقفوا على هده الطرق وكانوا شاهدي عيان مما أضفى طابع العلمية على كتابتهم. ماهي علاقة المغرب بالطوارق ؟ مند القدم اعتبر المغرب ككيان متأصل في التاريخ البوابة نحو الشمال حيث مركز الحضارات الأوربية القديمة ،فهو الحصن القوي للصحراء تاريخيا لموقعه الاستراتيجي كبوابة واليه يرجع الفضل في انتشال وإيصال كل المعارف القادمة من الشمال أو من المشرق لمناطق الجنوب وقد تطلب منه هدا الأمر تضحيات جسام سواء في مواجهته الرومنة "الرومان" والفننقة"الفنيقيين كما واجه الإسلام المستبد .وبدلك ارتبطت دولته بهده المجتمعات الجنوبية مند الأزل. اكتملت هده العلاقة بانضمام هده المجتمعات بتاجه خلال العصر الوسيط وتعتبر الدولة المرابطية والموحدية والسعدية والعلوية خير دليل على ما ندأب إليه. بعد انقسام الدولة المرابطية إلى دولة الشمال بقيادة يوسف بن تاشفين" تجفينت" عاد أبو بكر بن عمر إلى الصحراء مستمرا في محاربة الوثنيين في كل بلاد غاو كناو ،اكناون غانا غينيا وحسب بعض الباحثين فمملكة مالي أسلمت في عهده وبقيت ذريته حاكمة بها حتى ضعفت وعوضت بالسنغاي. بايع الطوارق الملوك العلويين وشاركوا في النضال ضد الاستعمار ويعتبر الأمير "الامنوكال" محمد علي من أشهر الشخصيات المصاحبة لنضال محمد الخامس إلى جانب أمير شنكيط "الامنوكال" فال ولد عمير وأيضا ولد دادة الذي استقر بالرباط وأصبح أول رئيس لموريطانيا . كان حزب الاستقلال يرفظ هده الشخصيات ،وغير متفق مع برنامجها كما أشار إلى دلك مجموعة من المعاصرين لهده الفترة –محمد بن سعيد ايت ايدير والمفكر الطوارقي التنمبكتي . حضن المغرب الثوار الطوارق ومد لهم يد المساعدة لكن حرب الرمال بين الجزائر والمغرب ستغير من وضعهم حيث تخلى عنهم المغرب والجزائر حسب ما أورده الباحث التنمبكتي فحسب قوله"لعب رئيس مالي "مودي بوكيتا" دورا هاما في التقريب بين الجزائر والمغرب في حرب الرمال على حساب الطوارق حيث سلم المغرب والجزائر الثوار الطوارق المتواجدين على أراضيهم لمالي وحوكموا بالإعدام ...وبعد انقلاب موسى تراوري حول حكم الإعدام إلى المؤبد ...وأطلق سراحهم فيما بعد وعاد "الامنوكال " محمد علي إلى المغرب وتلقى الدعم خاصة في المجال العسكري . برنامج الطوارق بالمغرب يرتكز على جمع الدعم لتحقيق الاستقلال الداني وعلى مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب التي تسيطر على أراضيهم ومواجهة حكومة بامكو وواغادغوا ونجامينا ،لكن أفكارهم خضعت للتوازنات الجيوستراتيجية والبرغماتية السياسية المغربية واهم شخصياتهم بالمغرب المعاصر سهيل بن بركة المزداد بتنبكتوا ،وهو ابن باشا المدينة كان يمثل السلطان بها ،ومحمد علي نزيل مدينة تمارة الى ان توفي 1994 وفال ولد عمير الدي كرمه المغرب بمنح اسمه للشارع الرابط بين السويسي وحي الرياض بالرباط . المغرب مؤهل من حيث الشرعية التاريخية والتأصل في بناء الدولة الصامدة أمام العوامل الخارجية بدءا بالرومان والفنقيين والعرب والايبريين ،وبحكم تجربته في احتضان قبائل الصحراء وفي إيواء العناصر الزنجية ،في ايدماجهم في الحياة الإدارية والعسكرية فالعناصر الزنجية لعبت دورا هاما في بناء الاستقرار المغربي بدءا من الدولة النوميدية والموريطانية وبنو مدرار وبنو رستم و المرابطية والموحدية ، وخاصة السعدية أيام المنصور الذي جندهم كرأس حربة للوصول إلى مناجم دهب السودان وفي عهد الدولة العلوية تكلف "عليلش"وزير المنصور السعدي في جمعهم للسلطان العلوي إسماعيل الذي كون منهم جيش عبيد البخاري والبانين لمختلف الثكنات العسكرية القائمة الآن في وجدة وتازة وفاس ومكناس وتادلة وبن كرير ومراكش والسوس فهذه الانكشارية رغم جبروتها بعد موته لا يستهان بما قدمته لاسترجاع الثغور المستعمرة . كما أن التاريخ يعيد نفسه فالمغرب هو المتنفس الاقتصادي لشعوب جنوب الصحراء في الإيواء وفي التشغيل رغم ما يسجل عليه من تورط في تجارة الرقيق والنخاسة ،ونحن نرى اليوم كيف انه بعد أن طوقت اسبانيا والاتحاد الأوروبي الهجرة السرية أصبحت هده العناصر من النسيج المغربي بعضه تؤويه العائلات وبعضهم يمتهن تجارة الرصيف في المدن وبعضهم متسول ..وبعضهم في اوراش البناء المهم إنهم يعيشون وسط المغاربة بنوع من الاحترام . ومن ناحية أخرى فالجزائر الأخ المشاكس المتشبع بالثقافة الستالينية الحديدية ،والمنهوك من طرف القوى الأصولية يحاول الخروج من قوقعة الفكر نحو البديل المفروض موضوعيا لا يمكن له أن يلعب دورا أساسيا فيما تعرفه مناطقه الجنوبية ،وانه الداعم الأساسي لحرب فرنسا اليوم. رغم ما نسمعه من غوغائية ،فأي تحريك لقوته العسكرية نحو الجنوب أو أقصاه سيؤدي حتما إلى نتيجة عكسية بشماله كما أن حدوده الشرقية عامة غير مؤمنة .كما إن القوى الاستعمارية متربصة بإعادة استعمارها من جديد فهو السبيل الوحيد لازمتها الاقتصادية والولايات المتحدةالأمريكية الأخرى تسعى لثتبيث قدمها في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى وهي تتسابق مع القوى الامبريالية الأوربية.. أما شنكيط "موريطانيا" فأزمتها اقتصادية وتعيش على المساعدات ......وان وجودهم كدولة يحتاج إلى مزيد من العمل ..... وهو أيضا نتيجة خطأ في القراءة والتقدير من طرف بعض الفاعلين المغاربة .ولا تستطيع أن تقدم شيئا للازواديين للهم استقبال اللاجئين المكتووون.. حان الوقت أن يتحرك المغرب بامازيغه وعروبته ويهوديته لانتشال وتاطير جنوب الصحراء وهو المؤهل للعب هدا الدور لما يجمعه بهذه القبائل من تاريخ وجغرافية ،وان يدرك ان الاعيب المشارقة مكشوفة الإعلامية والمالية...... بفضل سلاح القدافي تمكنت السلفية الجهادية من تكوين إمارة اسلاموية في شمال مالي....ونتيجة توافقات سياسية بين فرنسا بلد المستعمر ونتيجة الدعم المغاربي تمكنت فرنسا من نكس الأصولية ،بل دفعها نحو تخوم الصحراء وهو ما يفرض نوع من الحذر واليقظة في الدول المجاورة ،وبدلك أيضا التقت مصالح الامبريالية والأصولية في تثبيت الاستعمار من جديد في مالي.... لا يسعنا من منظور التاريخ والجغرافية والوجدان إلا أن ندعوا المثقفين الذين يؤمنون إن تقرير المصير حق من حقوق الإنسان الذي لا جدال فيه ، وانه يصبح رجعي متخلف حين يكون مغامرتيا أو يخدم أجندة وعقيدة معينة.،أن يبلوروا موقف واضح من ما يقع هناك........ حميد الونشريسي المصادر والمراجع: -اليفراني.ابن الصغير نزخة الاحادي في اخبار ملوك القرن الحادي. -ع الرحمان ابن خلدون ديوان المبتدا والخبر... -تاريخ المغرب قبل الالسلام الممالك المورية الامازيغية قبل الاحتلال الروماني تاليف عبد العزيز اكرير. -محمد بن سعيد ايت ايدير صفحات من ملحمة جيش التحرير بالجنوب المغربي . -تاريخ موريطانيا حماه الله ولد السالم. -التنبكتي الطوارق عائدون لنثور منشورات تامينوت . -التكامل الاقتصادي والمبادلات التجارية بين المدن المغاربية في العصر الوسيط –الدكتورة فاطمة بلهواري منشورات الزمن . -العدد12 من جريدة امزداي 1997.