كانت " تُودَا " ولا تزال طيبة القلب محبوبة الجميع ، كانت معروفة بكونها " نِيَة وْحْدَة " تعيش كجوهرة رغم فقرها المدقع وسط جبال الأطلس ، شامخة شموخ جبالها ، تحمل كل الصِّفات الأمازيغية الأصيلة كان لها أبناء كثيرون لا يقِلون عنها طيبة وكرما ، يعيشون في حُضنها الدافئ ، مُوَفِّرَة لهم الأمن والأمان و كلما كبُر أبناؤها إلا وفكروا في الرحيل بحثا عن عمل أو لمتابعة دراستهم ومصطفى ، واحد من أبناء " تودا " انتقل للعمل بعيدا عنها مضطرا لكسب لقمة العيش وكان كثير الشوق متعلقا بها لكونه واحد من الذين ترعرعوا في كنفها منذ نعومة أظافره إلى أن اشتدَّ عوده وقرَّرَت الأقدار أن تفرقهما ويهجرها مضطرا ، كان كلما اشتاق لأخبارها سارع لِمُهاتفة أصدقائه وعائلته ليسأل عن أحوالها وأخبارها ،ولا يتردَّدُ في زيارتها كلما سنحت له الفرصة بذلك، ولِما لا وهي الأم الحنون التي ما بخِلت على أبنائها يوما من عطفها وحنانها اللا محدود رغم الفاقة وقِلة ذات اليد. ومرَّت الأيام والسنين وتغيرت هيئة " تودا " لتظهر عليها علامات التحضُّر والتمدن بسبب انفتاح أبنائها على العالم الخارجي. ومنذ حوالي أربع سنوات وبالضبط ابتداء من سنة 2008 أصبح بإمكان مصطفى تتبع جديد و أخبار وأحوال " تودا " في أي وقت دون حاجة إلى هاتف أو وسيط بفضل مبادرة محمودة ومشكورة ومتميزة من بعض أبناء " تودا " عفوا قرائي الأعزاء .... أقصد من بعض أبناء أزيلال .. وأصبح بإمكانه كلما اشتاق "لتودا" معذرة....أقصد مرة أخرى كلما اشتاق لبلدته أزيلال يرقن على حاسوبه كلمات سحرية بلغة إفرنجية www.azilal-online.com ليجد نفسه بين أحضان " تودا " وأمامه صفحات كاملة ومتنوعة من أخبار وأحوال وجديد... إقليمه العزيز ... هذه الكلمات السحرية التي شكلت بسحرها بوابة تُسْمع صوت من لا صوت له ، صوتٌ حاول أعداء هذا البلد النيل منه ومن سمعته إلا أن عزيمة وإصرار و ذكاء أبناء هذا الإقليم تفوق بكثير مكر وجُبْن من يتربص بصوت الأغلبية الصامتة ، فتحية لأبناء "تودا" الأحرار أينما كانوا. وعليك مني السلام يا أرض أجدادي. مصطفى من أبناء تُودَا