يلقبونه (الفريخ)،لضآلته وصغر سنه،لا يعرف له والدان ولا أهل ولا أصل،الشارع ملجؤه وشرذمة من المتشردين عائلته. ينام كل ليلة عند عتبة دكان جزار الحي،ويستيقظ باكرا مخافة أن يضبطه الجزار الفظ الغليظ، فينال منه (علقة) ساخنة. كل صباح ينطلق متسكعا في الأزقة. يتعب كثيرا قبل أن يحصل على دريهمات معدودات من بعض المحسنين أو من جمعه للكرتون والمواد البلاسيتيكية ليقتني قنينته المعهودة،ويبلل منشفته المهترئة فالمسكين لا يغتم إلا عندما تجف خرقته من (الدليو). أقبل المساء وبدأ الليل يرخي أستاره، أحس الصغير بتعب شديد،فاختلى بنفسه قليلا كما يحب أن يفعل كلما هدّه التعب،تحت شجرة بعيدا عن كبار المعتوهين والمشردين اتقاء لبطشهم واستغلالهم الحيواني. سكن الليل،فقرر الرجوع إلى مكانه المعتاد للمبيت،وبينما هو يترنح من شدة التخدير، أقبلت سيارة مجنونة،فأردته قتيلا،وأراحته من جحيم التشرد.