مع توالي الإضرابات والاحتجاجات في قطاع التعليم،يبدأ الجميع في طرح نفس السؤال :لماذا يضرب هؤلاء مرارا عن العمل؟أو ربما استفزك أحدهم بقوله :"واش درتو الإضراب بغيتو الزيادة؟" هكذا يربط كل أب إضراب الأساتذة عن العمل بطلب الزيادة في الأجور،ومن حقهم أن يفكروا كذلك لأن القائمين على الشأن التعليمي هم من أوصلوا هذا الحقل إلى درجة الغليان بتراكم الملفات المطلبية لسنوات وسنوات.إنها أسوأ سنة عرفها قطاع التعليم بلادنا:اعتصامات،إضرابات،احتجاجات،مسيرات،وقفات،اقتطاعات،هراوات.... والضحية أولا وأخيرا هو هذا التلميذ الذي يتبجحون دائما بسعيهم لتأمين زمنه المدرسي بينما هم من يساهمون بالقسط الأوفر في تضييع ساعات عمل لا يمكن تعويضها أبدا.قلت أن أولياء وآباء التلاميذ لا يفهمون أن هذا الأستاذ لا يحتج فقط من أجر تحسين راتبه.انه يحتج ويضرب عن العمل لأجل : - تحسين وضعيته المادية. - الاهتمام بالبنية التحتية لمدارس أبنائكم. - نهج سياسة تعليمية منبعثة من محيطكم. - الاهتمام بالتكوين الذي سيعود بالنفع على فلذات أكبادكم. - ربط المدرسة بسوق الشغل حتى يجد أولادكم موطئ قدم في هذه السوق. ذلك غيض من فيض مما يطالب به الأستاذ ، وبدل أن يواجه ذلك كله بالتفهم والحوار والحلول المنطقية،نجد أن هذا المخلوق/الأستاذ يقابل بالتجاهل تارة وبالقمع تارة أخرى.وتبقى الحالة على ما هي عليه إلى حين ظهور رغبة حقيقية في الإصلاح وهوالكفيل وحده بالحد من الإضرابات ولما لا إلغاؤها نهائيا.ويبقى هذا حلما ، ولكن من الأحلام ما يتحقق في أرض الواقع.