حكمة قديمة تداولتها الألسن وتُرجمت لكل اللغات فاستقرت بالعربية الفصحى في بيت شعري يقول : خذها من يد الكريم إذا جاع ولا تأخذها من يد اللئيم إذا شبع لن نتحدث عن صدر البيت بل عن عجزه، الذي يصف بمجاز اللئيم وعدم أخد شئ منه لنتوقف أولا عند من هو اللئيم. قد تختلف التعاريف والمسميات، لكن هنا نقصد شخصا تنكر لبني جلدته، هو نعث لأناس ساعدتهم الأزمان والظروف، إما بالمثابرة والجد والاجتهاد...، أو غيرها من الوسائل. فوصلوا إلى مناصب مهمة، فما كان منهم إلا أن تنكروا لأصلهم وتناسوه وكأنهم ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب. رغم أننا وإياهم شركاء في نفس الأصل، جمعنا نفس الزُقاق، درسنا في نفس المدارس،....بل قد تجمعنا نفس مائدة الطعام... وهذا صراحة مايحز في القلب، فهؤلاء الثلة والذين كان من الأحق أن يقوموا بواجبهم وألا يتنكروا لأصلهم، فبمجرد ما تقع في أيديهم وسائل التسلط إلا ويكشروا عن أنيابهم ويبرزوا عضلاتهم على بني جلدتهم.... نحن لا نتحدث عن المفسدين بالأصل الأغنياء وأولاد وأحفاد وأنساب العباسيين –نسبة إلى عباس الفاسي-، فهذا موضوع تحدث عنه الكثيرين أما الأقرباء منا هم موضوعنا الآن لأنه كما يقول الشاعر: وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند لدى فنداؤنا موجه إليهم، إلى فقراء الأصل والمنبث، لا تنسوا أصلكم، فتتنكروا لبني جلدتكم. ولن نجد أحسن من كلام ناس الغيوان لنختم به الذي يكمل نداءنا عله يجد آذانا مُصغية: " قوُلُو لْ هذاك قولو له قولو للا خر قولو له قولو له إلى ما فهم دابا لْيَّام تْوْرِّي لُه قولو لَلاَّ يْمِي قولو له قولو لَلاَّ يْمِي رَا لغْدْرْ حْرَامْ أَلاَ لَّة" (1). (1) كتاب كلام الغيوان ص 37،38