ما الفرق بين قلب الرجل وقلب المرأة؟ كلاهما بنفس المواصفات والصفات خارطتهما تتوزع على جغرافيا الجسم بنفس الشكل،مع ذلك يبقى فرق. الفرق هو في الحجم قلب الرجل اكبر،وقلب المرأة صغير. لكن العبرة ليست في الحجم. قلب الرجل فندق لا حدود لحجراته وغرفه وقاعاته: يفتحها جميعا أمام كل إنسان يحمل اسم امرأة، هو فندق يتسع لكل الزائرات ، العابرات منهن والمقيمات، يدخلنه ساعة يشأن ويخرجن منه ساعة يشاء هو، كل نزيلة في الفندق تعتقد انه لها وحدها تظنه حجرة واحدة فقط او قاعات متعددة لها وحدها فقط، لكن الفندق للجميع لها ولغيرها، تلك شريعة قلوب الرجال. أن تكون فندقا لكل أنثى تقيم فيه ساعة او يوما، شهرا أو دهرا، ثم يأتي الرحيل قلوب النساء أصغر، هي حجرة واحدة. ينزل فيها رجل واحد. فهي لا تتسع لاثنين من يدخلها يقيم فيها للأبد، وان تركها إلى فندق آخر. هذا هو الفرق كلاهما فندق.لكنه عند المرأة حجرة، وعند الرجل حجرات حتى في الرحيل هناك فرق. تقيم الأنثى في فندق الرجل ثم ترحل، تترك دمعة أو وردة ويقيم الرجل في فندق الأنثى، ثم يرحل يترك جرحا أو شوكة. بالنسبة إليك أنت اخترت الرحيل رغم كل ما يمكن أن تدعيه بأنه العكس استعملت العديد من الحيل والأساليب ومكر النساء وكيدهن وحتى ما جمعته ذاكرتك من الأفلام الشرقية والغربية والبوليسية وأفلام الخيال وكلما هنالك هو انزعاجك من واحدة كانت قبلك مقيمة بالفندق، ولكن هذا ليس مبررا لرحيلك عنه لأنك على علم وبينة بإقامتها بهذا الفندق. وقعت العديد من الأحداث جعلت صاحب الفندق لا يرد على اتصالاتك واستفساراتك عن غرفتك وأقمت الدنيا ولم تقعديها وادعيت بأنك حبلى من صاحب الفندق ومن أجل هذا البلاغ اقتنيت بطاقة هاتف لتبعثي منها الرسالة وادعيت أنها من إحدى قريباتك. ظننت حينها أن صاحب الفندق سيطردك من فندقه لكنه تعامل معك برحابة كرحابة فندقه. ولم تحسبي أن كذبتك ستكون سببا لتعاستك وضيقك بغرفتك بالفندق. ولم يهدأ لك البال نتيجة هذا السلوك واعتبرته مؤامرة محاكة ضدك ولا تفوتك أي فرصة للتشكي ولوم الآخر بأنه يضايقك ويهددك بالقتل والتصفية وسايرك في العديد من أهوائك بل الأكثر من ذلك اقفل باب الغرفة حيث تقيم من أزعجت إقامتك ليتيح لك الفرصة للإقامة بالفندق لوحدك واعتبرت ذلك كذلك مؤامرة يجب مواجهتها بمؤامرات أخرى كالهجوم على فروع صاحب الفندق من أجل تسويد صورتهم وتشويهها . اقترح عليك العديد من العروض حتى تتمكني من البقاء بالفندق برحابته وحدك وحدد تاريخا أولا من أجل ذلك لم تفي بوعدك ثم أعطاك مهلة أخرى وتاريخا لا يجب تجاوزه، إذ ذاك ضاق بك الفندق أكثر وفكرت في خطة أخرى وأعطيت رقم هاتف صاحب الفندق لإنسانة مؤجرة لتلعب دور فاعلة خير إلا أنها لم تتقن الدور بالشكل المتفق عليه. لكن في الأخير لعبت ظروف كارثة ألمت بصاحب الفندق حيث انقطع اتصاله طيلة مدة الكارثة لتأخذي قرارك النهائي بمغادرة الفندق. بعد انجلاء ما أصاب صاحب الفندق عاود الاتصال بك ولكن كعادتك تتبرمين وتتلاعبين وتكذبين حاول إعادتك لجادة صوابك لكن تراوغين وتخبرين بسفرك إلى وجهات غير صحيحة لكنه بإصرار يسافر إلى تلك الوجهات ليس حبا في السفر ولكن ليبين لك بأنك متلاعبة بمشاعره وأن كلمة الحب التي كنت تنطقينها في وجهه غير موجودة في قاموسك وكل الأعذار فقط مبررات واهية. وفي الأخير رحيلك عن الفندق دون ترك لا وردة ولا دمعة و كان ذلك اختيارك وبالنسبة له لن ينساك ولن ينسى ما قضيته بفندقه. ويهديك نفس الوردة التي أهداك يوم أجرك غرفة بفندقه وبلع الشوكة بدلك. مقتطف من كتاب نزيلات الفندق